علاقة الدعاء بالعبادة

العبادة هي أحد الأمور التي يصدق عليها مفهوم الدعاء اللغوي الواسع، ويدل على ذلك آيات قرآنية كثيرة وردت في هذا السياق، منها قوله تعالى: ﴿لن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا﴾(الكهف:14): أي لن نعبد إلها دونه، فهذه الآية وغيرها تترجم الصلة اللغوية الدائمة القائمة بين العبادة والدعاء . أما الصلة الاصطلاحية بين العبادة والدعاء، فإن الدعاء في نفسه عبادة، لأنهما يشتركان في حقيقة واحدة، هي إظهار الخشوع والافتقار إلى الله تعالى، وهو غاية الخلق وعلته، قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾(الذاريات:56) . فالدعاء والعبادة يعكسان الفقر المتأصل في كيان الإنسان إلى خالقه تعالى مع إحساسه العميق بالحاجة إليه والرغبة فيما عنده. قال الإمام الصادق علاقة الدعاء بالعبادة: الدعاء هو العبادة التي قال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾(غافر:60) .فظهر أن الدعاء هو معظم العبادة وأفضلها وعن الإمام الباقر علاقة الدعاء بالعبادة: أفضل العبادة الدعاء وعن سدير عنه علاقة الدعاء بالعبادة، قال: قلت لأبي جعفر الباقر علاقة الدعاء بالعبادة: أي العبادة أفضل ؟ فقال علاقة الدعاء بالعبادة: ما من شئ أفضل عند الله عز وجل من أن يسأل ويطلب مما عنده. و قال الإمام الصادق ( علاقة الدعاء بالعبادة ): عليكم بالدعاء، فإنكم لا تقربون بمثله .
عن رسول الله علاقة الدعاء بالعبادة وسلم: الدعاء مخ العبادة ولا يهلك مع الدعاء أحد .
فجوهر العبادة إذن هو تحقيق الارتباط والعلاقة بين الخالق والمخلوق، والدعاء هو أوسع أبواب ذلك الارتباط وتلك العلاقة، فهو إذن مخ العبادة وحقيقتها وأجلى صورها، قال رسول الله علاقة الدعاء بالعبادة وسلم: أفضل العبادة الدعاء، وإذا أذن الله لعبد في الدعاء فتح له أبواب الرحمة، إنه لن يهلك مع الدعاء أحد