اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 37678 تاريخ التسجيل : 25/02/2010 الموقع : ايطاليا العمل/الترفيه : دكتورة صيدلانية وافتخـــر المزاج : الحمد لله
موضوع: الإصلاح بين الناس سنة جليلة الأربعاء 20 يونيو 2018 - 20:48
الإصلاح بين الناس سنة جليلة عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (صَلَاحُ ذَاتِ البَيْنِ، فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ البَيْنِ هِيَ الحَالِقَةُ) رواه الترمذي و قال: هذا حديث صحيح، و في رواية عنده أيضا: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (.. هِيَ الْحَالِقَةُ، لَا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعَرَ، وَ لَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ). (الإصلاح) بين الناس سنة جليلة، و عبادة عظيمة يحبها الله سبحانه وتعالى، فالمصلح هو ذلك الذي يبذل جهده و ماله و جاهه ليصلح بين المتخاصمين، و لا يخفى أن الخلاف أمر طبيعي في البشر، لا يسلم منه أحد، فخيار البشر حصل بينهم الخلاف، فكيف بغيرهم!! كم بيتٍ كاد أن يتهدّم بسبب خلاف سهل بين الزوج وزوجه، و كاد الطلاق أن يحدث، فإذا بهذا المصلح بكلمة طيبة، و نصيحة غالية، و مال مبذول، يعيد المياه إلى مجاريها، و يصلح بينهما. و كم من قطيعة كادت أن تكون بين أخوين، أو صديقين، أو قريبين بسبب زلة أو هفوة، و إذا بهذا المصلح يرقّع خرق الفتنة و يصلح بينهما. كم عصم الله بالمصلحين من دماء و أموال، و فتن شيطانية كادت أن تشتعل، لولا فضل الله ثم المصلحين. و مهما قلنا من كلمات لإبراز قيمة هذا العمل في ميزان الله عز و جل فإننا لن نقدر، فقد رفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق درجة صيام النافلة، و صلاة النافلة، و صدقة النافلة. و تتحقَّق هذه السُّنَّة بالإصلاح بين رجلٍ وزوجته، أو بين أبٍ وابنه، أو بين أخ وأخيه، أو بين صديق في العمل و زميله، أو بين جارٍ وجاره؛ بل تتحقَّق بإصلاحٍ لمشادَّة في الطريق بين اثنين لا تعرفهما. و في المقابل .. إذا أتانا المُصلح الذي يريد الإصلاح مع من نتخاصم معه، فعلينا أن نفتح له أبوابنا وقلوبنا، و أن ندعو له و نشكره على سعيه في الإصلاح و رأب الصدع، وإذا طلب منا طلباً أو طلب منا أن نتنازل عن شيء ، فعلينا أن نُقبل إلى ذلك ، و نقرّب المسافات ، حتى تسهل مهمته. إن (الإصلاح) فيما بين الناس هو الحافظ لديننا ، كما أن الإفساد هو الذاهب بالدين ، فعلينا أن نجتهد في (الإصلاح) ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً ، و ما أكثر الخصام بين الناس! و ما أكثر المتخاصمين فيما بينهم ! و هل ترك الشيطان أحداً من شره ؟