اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 31878 تاريخ التسجيل : 19/12/2013 الموقع : بيت المعز المزاج : مع الله والحمد لله
موضوع: الحواس الخمس السبت 16 يونيو 2018 - 9:19
غضّ البصر حينما ينظرُ الإنسانُ إلى امرأةٍ، ويعيدُ النظرَ، فإنّ هذه النظرةَ أشبَهُ بالضغطِ على زنادِ السلاحِ، تنطلقُ على إثرِها هرموناتٌ جنسيةٌ تجوبُ أنحاءَ الجسمِ، هذه الهرموناتُ الجنسيةُ تبدِّلُ ضرباتِ القلبِ، وتوسِّعُ الأوردةِ المُحيطيةَ، وتضيِّقُ الشرايينَ المتوسطةَ والصغيرةَ، وترفعُ ضغطَ الدمِ، هذه الهرموناتُ الجنسيةُ تصلُ إلى البروستاتِ، فيُغلَقُ طريقُ البولِ، ويُفتَحُ طريقُ ماءِ الحياةِ، وتنطلقُ مادةٌ مطهّرةٌ، ومادةٌ معطرةٌ، ومادةٌ مغذِّيةٌ، ثم يجرِي تبدلٌ في كيمياءِ الدمِ، مِن أجلِ أن تتمَّ عمليةُ اللقاءِ الزوجيِّ، ويحافَظَ على النوعِ البشريِّ. أمَّا حينما يطلِقُ الإنسانُ بصرَه طوالَ النهارِ، ما الذي يحصلُ؟ هناك هرموناتٌ جنسيةٌ تجوبُ أنحاءَ جسمِه عبرَ الأوعيةِ الدمويةِ. يقول الله عزَّ وجل: {قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذلك أزكى لَهُمْ} [النور: 30] . قالَ العلماءُ: "أزكى: أي أَطهَرُ، ويمكنُ أن يكونَ المعنى: أنفع وأطيب"، إمّا أن يكونَ أزكى لهم هو الطهرُ من الذنوبِ، أو الوقايةُ من الأمراضِ، فعن حذيفة رضي الله عنه أنه قال: قال عليهِ الصلاة والسلام: "النَّظْرَةُ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ إِبْلِيسَ مَسْمُومَةٍ، مَنْ تَرَكَهَا مِنْ خَوْفِ اللهِ جَلَّ وَعَزَّ أثَابَهُ اللهُ إِيمَاناً يَجِدُ حَلاوَتَهُ فِي قَلْبِهِ". السهمُ إذا دخلَ في الجسمِ أحدَثَ جرحاً، فقد يُتلِفُ مكاناً معيَّناً، أمّا حينما يكونُ السهمُ مسموماً فإنّ السمَّ يسرِي إلى كلِّ أنحاءِ الجسمِ. والشيءُ الثالثُ هو انّ البخارَ أو أنّ الغازَ - إن صحَّ التعبيرُ - المنتشرَ من هذا الطعامِ يتلقَّفهُ الأنفُ ليشمَّه، فطعمُ الطعامِ أساسُه شمٌّ وذوقٌّ، فكلُّ طعامٍ نأكَلُه، ونستطِيبُه، ونحمدُ اللهَ عليه أسهَمَ في تكوينِه خلايا الشمِّ مع خلايا الذوقِ، والإنسانُ حينما يُصابُ برشحٍ شديدٍ يشعرُ أنّ طعمَ الطعامِ قد اختلفَ في فمِه، هذا مِن فضلِ اللهِ جلَّ وعلا، أما في الدماغِ فهناك مركزٌ آخرُ للذوقِ، كما أنّ هناك مركزاً للشمِّ، وهذا المركزُ يستطيعُ أنْ يفرِّقَ بين عشرةِ آلافِ طعمٍ، وكما يحدثُ في الشمِّ يصلُ هذا الطعمُ إلى الدماغِ فيشعرُ به، ثم يتعرَّفُه، وتعرُّفُه به بأنْ يجريَ هذا الطعمُ على عشرةِ آلافِ طعمٍ في الذاكرةِ الذوقيةِ، فإذا توافقَ هذا الطعمُ مع طعمٍ مسجَّلٍ في الذاكرةِ قال: هذا طعامُ كذا، وهذا الطعامُ فيه المادةُ الفلانيةُ، إلى آخرِه، قال تعالى: {وفي أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ} [الذاريات: 21] .