اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 39204 تاريخ التسجيل : 26/02/2010
موضوع: “منطقة الكابيتول ريف” الثلاثاء 29 مايو 2018 - 4:10
تمثل جيولوجيا المكاشف لمنطقة الكابيتول ريف شمالي أمريكا مشهدًا استثنائيًّا تكوَّن معظمه من رسوبيات الحقبة الوسطى (الحقبة الميزوسية). هنالك حوالي 10,000 قدم (3,000 متر) من الطبقات الرسوبية في منطقة الكابيتول ريف، تدل على ما يناهز 200 مليون عام من التاريخ الجيولوجي للجزء الجنوبي الأوسط لولاية يوتا الأمريكية. يمتد عمر تلك الصخور من العصر البرمي (الذي يرجع إلى 270 مليون عام) إلى العصر الطباشيري (الذي يرجع إلى 80 مليون عامًا). تكشف طبقات الصخور في المنطقة عن مناخات قديمة متباينة بين (متنوعة تنوع) الأنهار، والمستنقعات (تكّون التشينيل)، وأراضي الصحاري القاحلة (حجر نافاجو الرملي)، والمحيطات الضحلة (طفل مانكوس الصفحي). ترسبت الطبقات الأولى بالمنطقة حين اجتاحتها مياه بحر ضحل في العصر البرمي، ممَّا أدى إلى ترسب الحجر الرملي أولاً، ومن ثم ترسب الحجر الكلسي في الأماكن الأكثر عمقًا. أما بعد انحسار المياه في العصر الترياسي، رسبت التيارات الغرين قبيل ارتفاع المنطقة وتعرضها للتعرية. ثم ترسب بعد ذلك الرصيص (صخور الرواهص) متبوعًا بالأخشاب والرمال والطين ورماد البراكين الذي نقلته الرياح. شهد العصر الترياسي بداية من منتصفه إلى أواخره جفافًا شديدًا متزايدًا، ترسبت من خلاله كميات كبيرة من الحجر الرملي مصحوبة بأخرى من التيارات المائية. وبحلول بحر آخر، اعتادت مياهه أن تغمر المنطقة بشكل دوري تاركة رواسب من المتبخرات. كما مدت الجزر الحاجزية، والحواجز الرملية (الكثبان الرملية)، وفيما بعد جاء مد الأحجار الرملية بالرمال، ثم تبعتها بعد ذلك الحصى من أجل الرصيص، والطين من أجل الطفل. ومع تراجع المياه ظهرت تيارات مائية، وبحيرات، وسهول منخفضة، مما جعل المكان موقعًا ممتازًا للرسوبيات. خَلف ذلك مجيء بحرٍ آخر في العصر الطباشيري (الطريق البحري الداخلي الغربي) ليترك خلفه المزيد من الأحجار الرملية والطين، لكنه سرعان ما اختفى مع بدايات حقبة الحياة الحديثة. منذ 70 إلى 50 مليون عام مضت شكّل اللارميد الأورجيني، وهو حركة كبيرة لبناء الجبال شمال غرب أمريكا، الجبال الصخرية من جهة الشرق. من المحتمل أن يكون المرفع الأرضي قد أثر على صدع مطمور حتى تتشكل طية الواتربوكت. أما في نطاق 15 إلى 20 مليون عامًا مضت، فقد ظهر مرفع أرضي أكثر حداثة بكافة أنحاء منطقة هضبة كولورادو، بالإضافة إلى ما نتج عنه من تعرية هذا الطي من سطح الأرض. فيما بعد، رفع العصر الجليدي من معدل هطول الأمطار والتحات في العصر البليستوسيني، مما أثر بصورة خاصة على الأجزاء العلوية لطية الواتربوكت، وكشف عن طيتها، وشقَّها.