حتى لا يفوتنا بركة هذا الشهر ونحن لا يسلم حالنا من الذنوب والعيوب أوصانا
النبي المحبوب عليه أفضل الصلاة والسلام أن نفعل شيئاً يسيراً يطهر الله عزَّ وجلَّ
به صيامنا من العيوب ويجعل عملنا مقبولاً عند حضرة علام الغيوب ما هذا الشئ
الذي يمحو عيوب الصائمين؟
ويمسح أثقال الصائمين وينقي صومهم كأنه غربال يغربل الأعمال فيخرج منه الغث
ولا يبقى إلا الخير لأن الله لا يقبل إلا الخير:
{ إِنَّ الله طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إلاَّ طَيِّباً }(1)
هو زكاة الفطر.
تخرج الزكاة فتطهر صومنا من اللغو ومن الرفث، ومن الذنوب والعيوب، وتهيئ
العمل وتزين العمل وتسد ما فيه من خلل، وتجعله مملوءاً بالخشوع والانكسار
لله والوجل، حتى يباهي الله عزَّ وجلَّ بهذا العمل ملائكته ويقول
{ يَا مَلاَئِكَتي، مَا جِزَاءُ الأَجِيرِ إِذَا عَمِلَ عَمَلَهُ؟ فَيَقُولُونَ: جَزَاؤُهُ أَنْ يُوَفَّى أَجْرَهُ،
فَيَقُولُ: فَإِني أُشْهِدُكُمْ أَني جَعَلْتُ ثَوَابَهُمْ مِنْ صِيَامِهِمْ شَهْرَ رَمَضَانَ وَقِيَامِهِمْ،
رِضَائي وَمَغْفِرَتي }(2)
ما أسهل هذا العمل وهي زكاة الفطر في مقابل هذا الجزاء العظيم من الرب
العظيم الكريم عزَّ وجلَّ، وتخرج عن الجميع، حتى الذي يولد ليلة الفطر تخرج
عنه هذه الزكاة، وميعاد هذه الزكاة يمتد من وقتنا هذا إلى صلاة العيد، ولابد
أن تخرجها قبل صلاة العيد لقول الحميد المجيد:
(قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى. وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) (14، 15الأعلى)،
والصلاة هنا هي صلاة العيد
(1)رواه الترمذي في سننه وأحمد في مسنده والدارمي في سننه ومسلم
في صحيحه عن أبي هريرة.