اعلام خاصة : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ الجنس : عدد المساهمات : 56607 تاريخ التسجيل : 16/10/2011 الموقع : الاسكندرية المزاج : مشغول
موضوع: باب الريان الإثنين 28 مايو 2018 - 10:48
أن الجنة فيها باب يسمى باب الريان وهو خاص بالصائمين، فيفتح هذا الباب ليدون في سجلاته الذين قاموا لله في رمضان بالأوامر الإلهية، ونفذوا فيه الأحكام الشرعية، وتابعوا فيه الوصايا النبوية، لتخرج لهم بطاقة إلهية توضع في سجلات هذا الباب، حتى إذا جاء يوم الحشر أخذوا من القبور إلى القصور: ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ) (10الزمر). ينادي الوهاب أين الصابرون؟ والصوم كما قال الرسول الكريم: {نِصْفُ الصَّبْر}(1) والشهر كما وصفه: (شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة). فيقوم الصائمون فيعرفونهم برائحة أفواههم، فإن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من رائحة المسك، فيجتمعون تحت لواء الصبر، ثم تأخذهم الملائكة الموكلون بأمر الصبر من أرض المحشر إلى باب الريان لا يرون حساباً ولا ينصب لهم ميزاناً ولا يجوزون على صراط ولا يرون أهوالاً ولا نكبات بل يمر عليهم الموقف كما يقول سيد السادات: { يمر يوم القيامة على المؤمن كصلاة ركعتين خفيفتين }(2) فيقفون أمام الباب، والباب كما وصفه الرءوف الرحيم عرضه مسيرة أربعين سنة ليس له مفاتيح ولا أقفال وإنما يفتح لأهله بالتصريح والإذن الإلهى الصريح من الفتاح سبحانه وتعالى. فإذا وقفت أمام الباب وكانت لك تذكرة مدونة مع الأحباب فُتح لك الباب ودخلت هذا الرّحاب فقابلتك الملائكة بكوب من حوض الكوثر مكتوب عليه اسمك تشرب منه شربة لا تظمأ بعدها أبداً، ويتبدل ما فيك من أمراض ومن هموم ومن غموم ومن تعب ونصب، وتصبح كما قال الله: ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ) (34فاطر). تفتح أبواب الجنان للصائمين وتفتح أبواب الجنة للقائمين، وتفتح أبواب الجنة طوال هذا الشهر لتعرض البضاعة فإن هذا الشهر موسم عرض بضاعة الرحمن لأهل الإيمان، ليس موسم عرض الكنافة والقطائف ولكنه عرض الحور وعرض القصور وعرض الأنهار، (أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى) (15محمد)، عرض السياج، عرض الحدائق، عرض الكافتريات الإلهية والمطاعم الربانية والجنانية، تزوَّق لأهل الإيمان في شهر رمضان. هذا العرض أو المعرض في ملكوت الله ولمدة شهر واحد هو شهر رمضان، وتذكرة دخول المعرض هي صيام شهر رمضان فمن يصم إيماناً واحتساباً، فإن الحق سبحانه وتعالى يتفضل عليه في ليلة العرض الكبرى ويرسل الملائكة لتأخذ روحه من الأرض وتعرج بها إلى عالم الملكوت، ثم يدخلون بها إلى جنة الحي الذي لا يموت، فيرون النعيم الذي لا ينفد، ويرون الخير الذي لا يكل ولا يبرح، ويكون كما قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: {قَالَ اللّهُ عزَّ وجلَّ : أَعْدَدْتُ لِعِبَادِيَ الصَّالِحِينَ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ}(3) فيصبح الواحد منهم وقد رأى من عجائب قدرة الله، وقد رأى من باهر أنوار الله، وقد رأى من غرائب صنع الله في جنة الله، ما يجعله يزهد في هذه الدنيا ويريد أن يفرَّ إلى حضرة الله متذكراً لقول مولاه (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ) (50الذاريات)