المصـــــــــــراوية
المصـــــــــــراوية

المصـــــــــــراوية

 
الرئيسيةاليوميةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حقيقة العشق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Et Masry

Et Masry


اعلام خاصة : حقيقة العشق 5a7ab5974c35ec9811107a6997cc03d1--the-dance-dance-dance-dance
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 39201
تاريخ التسجيل : 26/02/2010

حقيقة العشق Empty
مُساهمةموضوع: حقيقة العشق   حقيقة العشق I_icon_minitimeالثلاثاء 15 مايو 2018 - 19:52

حقيقة العشق 12871102291

نظرت فيما تكلم به الحكماء في العشق وأسبابه وأدويته وصنفت في ذلك
 كتاباً سميته بذم الهوى‏.‏
وذكرت فيه عن الحكماء أنهم قالوا‏:‏ سبب العشق حركة نفس فارغة وأنهم
اختلفوا‏.‏
فقال قوم منهم‏:‏ لا يعرض العشق إلا لظراف الناس‏.‏
وقال آخرون‏:‏ بل لأهل الغفلة منهم عن تأمل الحقائق‏.‏
إلا أنه خطر لي بعد ذلك معنى عجيب أشرحه ههنا‏.‏
وهو أنه لا يتمكن العشق إلا مع واقف جامد‏.‏
فأما أرباب صعود الهمم فإنها كلما تخايلت ما توجبه المحبة فلاحت عيوبه
لها إما بالفكر في المحبوب أو بالمخالطة له تسلت أنفسهم وتعلقت بمطلوب
آخر‏.‏
فلا يقف على درجة العشق الموجب للتمسك بتلك الصورة العامي عن عيوبها
إلا جامد واقف‏.‏
فأما العشق فلا يفهم أبداً في سيرتهم بل يوقفوا الطبع تتبع حادي فإذا علقت
الطباع محبة شخص لم يبلغوا مرتبة العشق المستأثر بل ربما ملوا ميلاً شديداً
 إما في البداية لقلة التفكر أو لقلة المخالطة والاطلاع على العيوب وإما لتشبث
بعض الخلال الممدوحة بالنفوس من جهة مناسبة وقعت بين الشخصين كالظريف
 مع الظريف والفطن مع الفطن فيوجب ذلك المحبة‏.‏
فأما العشق فلا يفهم أبداً في سيرتهم بل يوقفوا إبل الطبع تتبع حادي الفهم فإن
 للهمم متعلقاً لا تجده في الدنيا لأنه يروم ما لا يصح وجوده من الكمال في
الأشخاص فإذا تلمح عيوبها نفر‏.‏
وأما متعلق القلوب من محبة الخالق البارىء فهو مانع لها من الوقوف مع سواه‏.‏
وإن كانت محبة لا تجانس محبة المخلوقين غير أن أرباب المعرفة ولهى قد
 شغلهم حبه عن حب غيره‏.‏
وصارت الطباع مستغرقة لقوة معرفة القلوب ومحبتها كما قالت رابعة‏:‏ ولقد
 روي عن بعض فقراء الزهاد أنه مر بامرأة فأعجبته فخطبها إلى أبيها فزوجه
 وجاء به إلى المنزل وألبسه غير خلقانه‏.‏
فلما جن الليل صاح الفقير‏:‏ ثيابي ثيابي‏.‏
فقدت ما كنت أجده فهذه عثرة في طريق هذا الفقير دلته على أنه منحرف عن
 الجادة‏.‏
وإنما تعتري هذه الحالات أرباب المعرفة بالله عز وجل وأهل الأنفة من الرذائل‏.‏
وقد قال ابن مسعود‏:‏ إذا أعجبت أحدكم امرأة فليتذكر مثانتها‏.‏
ومثال هذه الحال أن العقل يغيب عند استحلاء تناول المشتهى من الطعام عن
التفكر في تقلبه في الفم وبلعه‏.‏
ويذهل عن الجماع عن ملاقات القاذورات لقوة غلبة الشهوة وينسى عند بلع
 الرضاب استحالته عن الغذاء وفي تغطية تلك الأحوال مصالح‏.‏
إلا أن أرباب اليقظة يعتريهم هذا الإحساس من غير طلب له في غالب أحوالهم
 فينغص عليهم لذيذ العيش ويوجب الأنفة من رذالة الهوى‏.‏
وعلى قدر النظر في العواقب يخف العشق عن قلب العاشق وعلى قدر وجمود
الذهن يقوى القلق قال المتنبي‏:‏ ومجموع ما أردت شرحه‏.‏
أن طباع المتيقظين تترقى فلا تقف مع شخص مستحسن‏.‏
وسبب ترقيها التفكر في نقص ذلك الشخص وعيوبه أو في طلب ما هو أم منه‏.‏
وقلوب العارفين تترقى إلى معروفها وتتنقل في معبر الاعتبار‏.‏
فأما أهل الغفلة فجمودهم في الحالتين وغفلتهم عن المقامين يوجب أسرهم
وقسرهم وحيرتهم‏.‏

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حقيقة العشق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  العشق
»  معنى العشق
» تعريف كلمة العشق
» يا قرص شمس ما لهش قبة سما
» من أجمل قصائد المناجاه الإلهيه لسيدة العشق الإلهي .. رابعه العدويه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المصـــــــــــراوية :: المنتدى العام :: قسم المواضيع العامة-
انتقل الى: