المصراوية Admin
اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 138917 تاريخ التسجيل : 11/12/2010 الموقع : مصر أم الدنيا - اسكندرية المزاج : الحمد لله معتـــــــدل
| موضوع: الشفاء العاطفي : الأربعاء 25 أبريل 2018 - 5:43 | |
|
لا يمكننا فصل جسدنا المادي عن جسدنا العاطفي(الانفعالي) إذ يحتوي كل عضو من أعضاء جسدنا على عواطف معينة و كلما تم كبتها كلما تراكمت العواطف السلبية عندنا . عندما يكون الكبد والمرارة في حالة توازن فإنهما يحملان مشاعر الصبر وإذا اختل هذا التوازن يتحول الصبر إلى مشاعر الغضب و الغيظ و نفاذ الصبر والانفعال الدائم. تحمل الرئتان والأمعاء الغليظة في حالة التوازن مشاعر الحماسة والاندفاع ولكنها تتحول إلى حزن و عناد وكآبة و اكتئاب عند اختلال هذا التوازن. يحمل القلب والأمعاء الدقيقة مشاعر الفرح في حالة التوازن و التي تتحول إلى هستيريا و قسوة القلب عند اختلال هذا التوازن. تحمل الكليتان و المثانة والأعضاء الجنسية مشاعر الشجاعة و قوة الإرادة والتحمل في حالة التوازن والتي تتحول إلى مشاعر الخوف والتهور عندما يختل هذا التوازن. يحمل الطحال والمعدة والبنكرياس مشاعر التعاطف والرحمة في حالة التوازن والتي تتحول إلى قلق و حساسية مفرطة و حب التملك والسخرية عندما يختل هذا التوازن. عن طريق الشفاء و عن طريق إعادة النظر إلى مشاعرنا و السماح لها بالظهور نشفى بعمق حتى الجذور. يؤثر جسدنا المادي والعاطفي ببعضهما البعض بشكل قوي و كبير و يتم الشفاء الحقيقي أو التغيير الحقيقي دائما على مستويات عدة,ولنقوم بالتغيير , نحن نحتاج إلى الوقت والالتزام و التطبيق. يشتمل التغيير العاطفي العميق على مواجهة خوفنا و غضبنا و حزننا.فإذا قمنا بهذه المواجهة مع أنفسنا و مشاعرنا المتراكمة نستطيع أن نحب ونتعاطف مع أنفسنا و نلبي احتياجاتها بشكل اكبر. عندما نغير أسلوب حياتنا ,نستطيع تلبية احتياجاتنا و نبدأ بالشعور بالامتنان للدرس الذي تعلمناه من الاختبار الذي مررنا به و سنشعر أيضا بالفرح والحب (الحب الغير مشروط أو محدود بشخص ما أو بشي ما ) . الحب الغير مشروط لا ينبع من السيطرة أو التحكم أو الحاجة بل من القلب ... ينبوع الحب لا ينضب أبدا لأن روافده متصلة مع محيط الحب الأبدي و النور الأزلي ,مع هذا الكون الذي لا بداية له و لا نهاية. الشفاء العاطفي هو إعادة تركيب هذه الأجزاء التي انفصلنا عنها ,لنعود كما كنا في البداية عندما جئنا إلى هذا الكون ,كينونة واحدة كاملين متكاملين متصلين بهذا الكون متوحدين معه. جميعنا لديه جوانب مظلمة في حياته و جروح تحتاج إلى الشفاء .قد تكون هذه الجروح ناتجة عن حب السيطرة والمال أو الغيرة والاستغلال المادي أو المعنوي ولكن بإمكان جميع هذه الجروح ومهما كانت عميقة أن تشفى بنور الحب الساكن في قلب كل إنسان في هذه الأكوان. عندما نكتشف الجذور الحقيقية لأنماط السلوك التي تربينا عليها والتي عادة نحملها لأجيال طويلة سيسهل علينا التحرر منها و عندها سيحدث التغيير.حتى أننا سنحرر أنفسنا من السببية (الكارما) و سنغيرها و ننظفها من غبار ماضينا وأجدادنا من أجل مستقبل مشرق لنا ولأطفالنا. هذا هو علاجنا الروحي ... انه لحظات صمتنا و صلاتنا و تأملنا في هذا الكون الكبير و نعم الله التي لا تحصى. و سيساعدنا التأمل و التنفس في تسريع هذا العلاج الروحي.شرط أن نعرف ماذا نفعل وذلك لمعرفة السبب والنتيجة , فتتسع بصيرتنا و نعرف نتائج أفعالنا.وهذا يساعدنا في خياراتنا اليومية . و عندما نفهم لماذا نقوم ببعض الخيارات دون بعضها الآخر , عندها سيحدث تغيير جذري في حياتنا...أنا السائل والمسؤول... دون إلقاء اللوم على أنفسنا أو على الآخرين بل بفهم عميق لقوانين الطبيعة و جسدنا المبارك الذي هو هدية من الله ...لهذا المسجد الذي تسجد فيه روحنا...التي هي من نور الله والى الله و بهذا الفهم سنتصرف و نتعرف. الإحساس بالذنب لن يساعدنا و كل واحد منا يعرف أين مكانه في هذا العالم حتى هذه اللحظة من حياته, و كل واحد منا هو رقيب و حسيب لحياته وأفعاله و حتى أفكاره,فإذا نظر كل واحد منا إلى نفسه و حياته,سيكتشف بأنه لا يوجد صح أو خطأ بل سبب و نتيجة. لنفهم هذا , علينا أن نصبح أكثر رفقا و رقة مع أنفسنا أولا و من بعدها مع الآخرين ونبدأ بالتسامح و التصالح لأن التسامح هو الطريق حتى نشعر بالحب
|
|