العابد
اعلام خاصة : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ الجنس : عدد المساهمات : 56600 تاريخ التسجيل : 16/10/2011 الموقع : الاسكندرية المزاج : مشغول
| |
العابد
اعلام خاصة : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ الجنس : عدد المساهمات : 56600 تاريخ التسجيل : 16/10/2011 الموقع : الاسكندرية المزاج : مشغول
| موضوع: رد: دور الأم في تنشئة العلماء الخميس 22 مارس 2018 - 11:19 | |
| أم الإمام الشافعي أمّا والدة الشافعي رحمه الله فقد شبَه دورها دور أم البخاري رحمه الله. إذ أن والد الشافعي مات بعد أن وُلِدَ الشافعي بزمن قصير، فنشأ الشافعي يتيمًا، وأصبح مصيره مرتبطًا بتصرُّف أمه. فإن كانت الأم عاقلة حاذقة فإنها -لا شك- ستهيئ للطفل أسباب السعادة والنشأة الصالحة، وإن كانت الأخرى فإنها ستعرض وليدها للشقاء والمستقبل المضطرب. على أن أم الشافعي أثبتت وبكل جدارة أنها من الأمهات الصالحات الحاذقات المجاهدات؛ إذ أهدت للأمة الإسلامية إمامًا عظيمًا، ملأ سمع الأرض والسماء!! ومن طريف ما يذكره المؤرخون عن والدة الشافعي أنها كانت ذات حذق وذكاء، وتفقُّه في الدين، وقوة عارضة، وقدرة على الاستبطان، ودليل ذلك أنها تقدمت هي وامرأة أخرى مع رجل للإدلاء بشهادة أمام قاضٍ، فأراد القاضي أن يفرِّق بين المرأتين، ولكن والدة الشافعي المتصفة بما أسلفنا من شمائل اعترضت على القاضي قائلة: ليس لك ذلك؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول: {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى} [البقرة: 282]؛ فأسقط في يد القاضي وانصاع لقولها [18]. وهذه الأم الفاضلة لا يُتَوَقع منها إلا أن تحسن رعاية وليدها، وتسهر على تنشئته تنشئة صالحة، وتختار له الطريق القويم. وكان من ذلك أنها ارتحلت به حين بلغ عامين من عمره من غزَّة -مسقط رأس الشافعي- إلى مكة، حيث العلم والفضل، وحيث البادية حولها، والتي فيها يقوَّم لسان الغلام وتصح لغته [19]، وكان الشافعي هو ثمرة جهود تلك المرأة الفاضلة. أم الإمام أحمد وإذا جئنا إلى صفية بنت ميمونة بنت عبد الملك بن شيبان، فإنا نراها وقد أهدت إلى دنيا المؤمنين وعالم الموحدين إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله. فقد وهبت صفية حياتها كلها لطفلها اليتيم (أيضًا!!)، واختارت من أجله الترمُّل في سن الشباب نهجًا لحياتها، وقد كان الكثيرات من نساء العرب يفضِّلن الزواج إذا مات الزوج؛ صونًا للعفة وحفاظًا على السمعة، بل إنه كان من الأمور المتعارف عليها أن تتزوج المرأة إذا ترمَّلت أو طلقت، أما صفية فقد منحت شبابها لوليدها. ذلك أن زوجها محمد بن حنبل مات شابًا في الثلاثين، وكانت هي دون الثلاثين حين وفاة زوجها، ورغم ذلك فإنها لم ترض بالزواج، وإنما ارتضت أن تملأ على ولدها حياته حنانًا وأنسًا، وهو ما لم يكن يخفيه أحمد رحمه الله بعد أن كبر. وإذا عرفنا أن الإمام أحمد لم يتزوج قبل سن الأربعين أدركنا أن السبب في ذلك هو ما هيأته له أمه من سبيل العناية وغامر الاهتمام [20]. وهكذا وعلى طول الطريق كان دور الأم في تنشئة العلماء؛ من أجل النهوض بالأمة، والعمل على تقدمها، ونفع المسلمين ورفعتهم. [1] محمد حافظ بن إبراهيم فهمي المهندس، الشهير بحافظ إبراهيم (1288 - 1351هـ / 1871 - 1932م)، شاعر مصر ومدون أحداثها نيفًا وربعًا من القرن. وُلِدَ في ديروط، ونشأ يتيمًا، وتوفي بالقاهرة. نظم الشعر في أثناء الدراسة، واشتُهِرَ حتى لُقِّب بشاعر النيل. له: ديوان حافظ، والبؤساء، وليالي سطيح، وكتيب في الاقتصاد وغيرها. انظر الأعلام 6/ 76. [2] هو معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي (1294 - 1364هـ / 1877 - 1945م)، شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق، وُلِدَ ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتوفي في الأعظمية ببغداد. له كتب منها: ديوان الرصافي، ودفع الهجنة، ومحاضرات في الأدب العربي، وغيرها الكثير. انظر الأعلام 7/ 268. [3] أبو داود (3645)، وأحمد (21658)، والحاكم (252)، وانظر أيضًا: ابن حجر العسقلاني: الإصابة في تمييز الصحابة 2/593 – والمزي: تهذيب الكمال 10/ 28. [4] ابن كثير: البداية والنهاية 8/118. [5] هو ربيعة بن أبي عبد الرحمن التيمي مولاهم أبو عثمان المدني المعروف بربيعة الرأي، يقول ابن حجر عنه: ثقة فقيه مشهور. مات سنة 136 هجرية على الصحيح. انظر تقريب التهذيب ص 207 - تاريخ بغداد 8/ 420 – الباجي: التعديل والتجريح 2/ 573. [6] ابن خلكان: وفيات الأعيان 2/290،289. [7] هو زائدة بن قدامة الثقفى، أبو الصَّلت الكوفى، من كبار أتباع التابعين، قال الذهبي: ثقة حجة صاحب سنة، توفي غازيًا بالروم سنة 161. انظر الكاشف 1/ 400 - تقريب التهذيب ص 213. [8] ابن أبي حاتم: الجرح والتعديل 1/118. [9] هو أبو عمرو الأوزاعي، واسمه عبد الرحمن بن عمرو، والأوزاع بطن من همدان، ولد سنة 88هـ. إمام أهل الشام في زمانه في الحديث والفقه، قال ابن سعد: كان ثقة مأمونًا صدوقًا فاضلاً خيرًا كثير الحديث والعلم والفقه حجة. كان يسكن بيروت وبها مات سنة 157هـ. انظر الطبقات الكبرى 7/ 488 - تهذيب الكمال 17/ 308. [10] أبو عبد الله الذهبي: تذكرة الحفاظ 1/204. [11] أبو نعيم: حلية الأولياء 6/370. [12] ابن الجوزي: صفة الصفوة 3/189. [13] انظر في قصة أم مالك: مصطفى الشكعة: الأئمة الأربعة، دار الكتاب المصري - القاهرة، دار الكتاب اللبناني - بيروت، الطبعة الرابعة، 1418هـ - 1998م ص 6، 7. [14] سرح العيون ص 181، نقلا عن المصدر السابق، نفس الصفحة. [15] انظر مصطفى الشكعة: الأئمة الأربعة ص 7. [16] انظر ابن فرحون: الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب ص 9. [17] راجع مصطفى الشكعة: الأئمة الأربعة ص 8، 9. [18] ابن حجر: توالي التأسيس بمعالي ابن إدريس ص 42، نقلاً عن مصطفى الشكعة: الأئمة الأربعة ص 10. [19] راجع في قصة أم الشافعي: مصطفى الشكعة: الأئمة الأربعة ص 10، 11. [20] راجع في قصة أم الإمام أحمد: مصطفى الشكعة: الأئمة الأربعة ص 14، 15.
|
|