لقد استعمله الأنبياء والصالحون منذ آدم (ع) . ومما جاء في كتاب الله
العظيم على لسان آدم وحواء : (قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا
وترحمنا لنكونن من الخاسرين) الأعراف 23 .
هذا بخصوص النفس ، والتوبة والتوسل لقبول الإعتذار ، والإقرار
لله تعالى بما كان ، والتسليم له بأنه هو القادر على كل شيء .
أما نوحٌ حين ناجى ربه بعد اليأس من إيمان قومه ، واستهزائهم ،
وتكذيبهم بآيات الله : ( ونوحاً إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه
وأهله من الكرب العظيم * ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا
إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين) .
وكما أن باقي الأنبياء لجؤوا إلى الدعاء في مواطن الشدة والرخاء
كذلك ، حيث إنه الإتصال المباشر في أي وقت بالله تعالى .
وسوف أتعرض لأوقاته التي تكون فيها الإستجابة سريعة . وكما نرى
هنا (وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين *
فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وأتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة
من عندنا وذكرى للعابدين) .
( وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين * فاستجبنا له ونجيناه من الغم
وكذلك ننجي المؤمنين * وزكريا إذ نادى ربه ربي لا تذرني فرداً وأنت خير
الوارثين * فاستجبنا له ووهبنا له يحي وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا
يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين) الأنبياء
87-90 .
فما أضعفنا ، وما أوسع الأبواب التي ندخل منها لرضاه سبحانه وتعالى ،
حيث فتح أعيننا على السبيل المؤدي إليه ، وأتحفنا بالتوبة التي هي رحمة
الله للإنسان ما زال وبقي على وجه الأرض ، ونوراً له حين دخوله في بطنها
إلى يوم يلقاه ، فيقول له خذ حتى ترضى في يوم الجزاء الأوفى