اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 31878 تاريخ التسجيل : 19/12/2013 الموقع : بيت المعز المزاج : مع الله والحمد لله
موضوع: تأملات في اسم الله (الرزاق) الإثنين 12 فبراير 2018 - 14:43
إن رزق الله للكائنات ليس مقتصرًا على الأرزاق الظاهرة من الأموال والغذاء والماء وغيرها، بل إن أجزاء الكائن الحي نفسها ترزق وهي في مكانها، فيدبر الله القوت في بدن الإنسان والحيوان، فبقدرته يرزق كل ذي قوت قوته، ثم يدبر ذلك القوت في الأعضاء بحكمته تدبيرًا متقنًا محكمًا. فإذا تأمل الإنسان الهواء الذي يتنفسه، والذي هو رزق من الله لا يعلم أهميته وقدر النعمة به إلا من حرمه، كمن حبس في مكان ضيق مثلاً أو حبس نفسه، أو ضاقت عليه مجاري نفسه، أو ابتلي بداء في الصدر يجعله لا يستطيع أن يتنفس، فيعرف -حينئذ- قدر نعمة الهواء الذي يتنفسه، فهذا الهواء إذا تنفسه الإنسان وصل إلى كل خلية من خلايا جسمه؛ إذ يسوق الله إلى كل خلية ما تحتاج إليه. وكذلك الأمر في الحيوان والنبات، وهذه العملية تتم والإنسان مستيقظ أو نائم على السواء، وهو في غفلة عن هذا، فهو لا يدري كم حملت كرات الدم الحمراء مثلاً من هذا الأكسجين إلى أجزاء بدنه، وما هي التفاعلات الكثيرة المتعددة التي جعلت هذا الهواء المتنفس يتحول إلى ما تنتفع به الخلايا. ولو توقفت بعض هذه العمليات المعقدة في جسم الإنسان؛ لما وصل هذا الهواء إلى أجزاء الجسم، ولماتت، ولتعذر عليها أن تستمر، ولأضرت بالإنسان بعد ذلك، فعند حدوث خلل في الدورة الدموية لبعض الأعضاء ونقص في وصول الأكسجين إلى هذا الجزء من الجسم، فعند ذلك يظهر لنا أن الله -عز وجل- هو الذي يدبر هذا الهواء في الجسد كله بكل أجزائه، ونعرف أننا لا نملك شيئًا من ذلك، بل هو رزق يسوقه الله -عز وجل- إلى كل أجزاء بدننا، وكذلك الأمر مع الطعام والماء الذي نشربه؛ إذ يدبر في الأبدان تدبيرًا متقنًا محكمًا. معاملة اسم الله الرزاق بمقتضاه من فعل العبد: ينبغي على العبد المؤمن أن يستعمل نعم الله عليه في عبادته، ويشكره عليها، وأشرف الأرزاق: "الإيمان، والعلم والعمل، والحكمة، وتبيين الهدى المستنير الذي جاءت به الرسل.. "؛ فهذه هي أعظم النعم، وأشرف الأرزاق.