لفظ الظلم في القرآن الكريم

( الظلم في القرآن الكريم )
• كلمة الظلم ومشتقاتها وردت في القرآن الكريم ( مائتين وتسعا وثمانين مرة )– جاءت
في صور متعددة ومعان كثيرة -- وكان منها كالتالي :-
1)- تعريف جامع محدد توصل اليه أهل اللغة ولكن كان تعريفا غامضا وهو :-
( الظلم وضع الشيء في غير موضعه ) واستند علي قوله تعالي " ومن أظلم ممن افتري
علي الله كذباٌ" – وقوله تعالي " وما للظالمين من أنصار " والمقصود هو ان الظالمين
ظلموا نفسهم بارتكابهم المحرمات -– ومنهم من قال ( الظلم هو الشرك ) لقوله تعالي
" ان الشرك لظلم عظيم" -- ولكن كان لهذا تعليق من البعض بأن الشرك لو كان
ظلما فليس كل ظلم شرك
2)- في معاجم العرب ( الظلم هو ظلم الارض أي حفرها في غير موضع الحفرية –
وظلم الطريق أي عدل عن وسطه ) – وهي تعريفات بعيدة عن معني الظلم في
القرآن الكريم
3)- اختص القرآن الكريم ( بالظلم للعقلاء ) في قوله تعالي " كلتا الجنتين آتت أكلها
ولم تظلم منه شيئاٌ"- اي لم تنقص منه شيئا ولكنه استعمال نادر وخاص ولا
يقاس عليه معني الظلم للعقلاء
4)- في لسان العرب ( الظلم هو الجور ومجاوزة الحسد فهو ضد العدل )— وهو يختلف
في التفسير وحسب تعدد اللغات – وكلمة ( الجور) في القرآن الكريم وردت في ثلاث
وخمسين آية وكلمة ( النفس ) وردت في تسع وعشرين آية --- كما في قوله تعالي "
وما كان ربك ليهلك القري بظلم وأهلها مصلحون"--- وقوله تعالي " ثم بعثنا موسي
بآياتنا الي فرعون وملئه فظلموا بها "---- والظلم هنا ظلم الجائر وليس ظلم المصلحون
5)- في القرآن الكريم وضح ( ظلم النفس ) كما في قوله تعالي " وما ظلمناهم ولكن كانوا
هم أنفسهم ظالمين " --- وفي قوله تعالي " وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " ---
ووضح أيضا بان ( الظلم هو ذنوب للنفس ) كما في قوله تعالي " ولم يلبسوا إيمانهم بظلم
"— وهنا قال المفسرون بان الظلم هنا هو الذنوب التي يظلم بها الانسان نفسه--- وفي
قوله تعالي " ساء مثلاٌ القوم اللذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا ظالمين " --- وفي قوله
تعالي " ومن أظلم ممن كذب بآيات الله " – وقوله تعالي " انكم ظلمتم انفسكم باتخاذكم
العجل " – وقوله تعالي " ثم اتخذتم العجل من بعده وانتم ظالمون " – وقوله تعالي "
ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه "— وقوله تعالي " ومن يتعد حدود الله فأؤلئك هم
الظالمون " ----- وظلم النفس هنا دلالة علي امور كثيرة كالشرك والنفاق والعصيان
وتعدي حدود الله وامساك النساء ضراراٌٌ ٌوالقتل وارتكاب الفاحشة والكفر بالنعمة
وغير ذالك من انواع الذنوب والمحرمات
6)- في القرآن الكريم ( الظلم مديح وليس عيباٌ ) كما في قوله تعالي " وماربك بظلام للعبيد "
وفي قوله تعالي " ولا يظلمون فتيلاٌ"—وفي قوله تعالي " الا من وجدنا متاعنا عندهانا
اذا لظالمون "— والمراد هنا ظل الغير
7)- في القرآن الكريم ( الظلم هو عناء المسلم في قبول معني الجور وظلم الذات العليا )
كما في قوله تعالي " وما ظلمونا ولكن كانوا نفسهم يظلمون " --- ووردت مرتين علي
لسان بني اسرائيل ورأيهم الخاص في علاقتهم بربهم وذالك بعد ان خرجو من الذل
والعبودية ونسو نعمة الله عليهم وانقلبوا كفراٌونكراناٌ للجميل .
- في القرأن الكريم فسر المفسرون ( ان الظلم هو الحرمان من نعم الله ) –
كما في قوله تعالي
" فبظلم من اللذين هادو حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا " –
والمقصود هنا حرمت عليهم الطيبات للظالمين -- وفي قوله تعالي " من تاب من بعد ظلمه "
--والتوبة هنا تكون من الذنوب اكثر ما تكون من الشرك -- وفي قوله تعالي " ان اللذين
كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم "— وقوله تعالي " ولو أن لكل نفس ظلمت مافي
الارض لافتدت به "
9)- القرآن الكريم يصف الظلم ايضا ( انه مناجاه لله من جور العبد ) – كما في قوله تعالي
علي لسان موسي " رب نجني من القوم الظالمين "--- وقول شعيب في قوله تعالي
" نجوت من القوم الظالمين "
• الخلاصة :-
المعني الإسلامي للظلم دليل علي مذهب خلقي يسموا كثيراٌ علي المذاهب الخلقية الاخري
الدينية والفلسفية --- وان الظلم هو ( الجور – ظلم النفس ) وهنا عدة نقاط
علي ظلم النفس – منها :-
1)- ظلم النفس تعبير إسلامي خالص حيث قال النابغة الجعدي { الحمد لله لا شريك له ,
من لم يقلها فقد ظلم نفسه ظلما ٌ} والمعني هنا في القرآن الكريم فقط ولم يوجد في أي
كتب منزلة سماوية اخري
2)- ظلم النفس في القرآن الكريم هي مخالفة الرسل وعصيان امرهم وارتكاب ماحرم الله
3)- ظلم النفس هو عمل السوء وارتكاب الفاحشة والقتل بغير حق وجميع انواع الذنوب
4)- ظلم النفس هو من ارتكب اثماٌ أو تخل عن سبيل الله والحق وكل من حاد عن الطريق
القويم وكل من تعدي حدود الله ظالماٌ لنفسه