حوار محيى وردة ١٣/ ٢/ ٢٠١٠
جدو خطف الأضواء من الكل بعد أن أصبح كلمة السر فى فوز المنتخب الوطنى المصرى فى أصعب المباريات خلال بطولة كأس الأمم الأفريقية التى توج المنتخب بلقبها مؤخراً فى العاصمة الأنجولية لواندا، وتحول محمد ناجى الشهير بـ«جدو» إلى تميمة الحظ بالنسبة إلى حسن شحاتة، المدير الفنى للمنتخب الوطنى بقيادة الفريق نحو الفوز بداية من مباراة نيجيريا مروراً بمباراة موزمبيق ثم الكاميرون والجزائر واختتمها بهدف رائع فى مرمى غانا لينهى أحلام النجوم السوداء الطامعة فى اللقب ويحقق إنجازاً قارياً جديداً لمصر.
أكد جدو خلال حواره مع «المصرى اليوم» أنه مدين بكل الفضل لحسن شحاتة الذى وثق فى إمكاناته ودفع به بداية من مباراة نيجيريا ليقدم أفضل ما لديه من مستوى على الإطلاق ليستحق لقب «البديل السوبر»، الذى أطلقته عليه الصحف والمجلات العالمية، وأكد جدو أنه لاعب عصامى بدأ من الصفر، وأن ثقته فى قدراته وإيمانه بالله كانا بمثابة الدافع لديه للتألق مع المنتخب، وتمنى أن يواصل مشوار التألق وأن يثبت للجميع أن تألقه فى البطولة وحصوله على لقب الهداف لم يأتيا من فراغ.
■ بداية هل توقعت ما أنت فيه الآن؟
- لا بالتأكيد.. ولم أتوقع حتى مجرد دخولى القائمة النهائية لمنتخب مصر فى بطولة الأمم لدرجة أننى ذهبت إلى المعسكر، وفى ذهنى أن استبعادى مع ٨ من زملائى أمر مؤكد، على اعتبار أن الفرصة سانحة لمن لديهم الخبرة والتواجد على مدار الفترات السابقة. ولا أخفى أننى بعد مباراة مالاوى حزمت حقائبى كلها ورحلت إلى الإسكندرية دون الانتظار للإعلان النهائى بعد أن كان أدائى فى الدقائق التى شاركت فيها فى اللقاء سيئاً، وفوجئت باتصال من عبدالعزيز توفيق يخبرنى باختيارى على حساب ميدو وهو ما لم أصدقه بسهولة.
■ وماذا فعلت بعد ذلك؟
- اتصلت بالكابتن سمير عدلى، المدير الإدارى، وتأكدت منه من اختيارى ثم كان اتصال من مسؤولين بالنادى يؤكدون وصول فاكس من المنتخب يطلب انضمامى.
■ وماذا شعرت فى هذا التوقيت؟
- رغم فرحتى الشديدة، فإننى كنت أخشى من عدم المشاركة لشعورى بأن الفارق بينى وبين باقى اللاعبين كبير، ويكفى أننى فى حاجة إلى مزيد من الوقت للتأقلم معهم، ولكننى مع أول يوم للمعسكر شعرت بأن الأمر اختلف بعد تصفية اللاعبين، وأن الجدية باتت شعار الجميع رغم الجو الأسرى الذى يعيش فيه اللاعبون، وبذل أحمد حسن كابتن الفريق جهداً كبيراً فى إزالة رهبتى فى اليوم الأول، وطالبنى بالتقرب من اللاعبين، ثم كان لجلسة الكابتن حسن شحاتة معى وتأكيده على أنه ضمنى عن قناعة، وليس «كمالة عدد» مفعول السحر، خصوصاً عندما طالبنى بالتسخين فى لقاء مالى.
■ ومتى شعرت بأنك لاعب مهم بالمنتخب؟
- بعدما أحرزت هدف الفوز فى مباراة مالى، حيث التف حولى اللاعبون لتهنئتى، فالمباراة رغم أنها كانت ودية، فإن الفوز بها كان ضرورياً وتعاملنا معها باعتبارها مباراة رسمية، لأن الفوز فيها كان يضمن لنا شحناً معنوياً، وأعتز كثيراً بمباراة مالى وأعتبرها وش السعد على مثلما كانت وش السعد على المنتخب فى بطولتى ٢٠٠٨ و٢٠١٠.
■ وكيف ترى تحطيمك نظرية اللاعب الدولى وحاجته إلى خبرات وتجارب كثيرة لينال هذا اللقب؟
- الحمدلله وفقت فى أن أشارك مع زملائى فى صنع الفرحة وتحقيق الإنجاز رغم قلة خبراتى الدولية، فقد انضممت للمنتخب مرة واحدة عام ٢٠٠٨ وقبل لقاء أورجواى الودى الذى أقيم بالإسكندرية، ولكننى لم أشارك، لكن فرحتى كانت كبيرة بالانضمام للمنتخب.
■ وكيف ترى الفوز بالبطولة؟
- بلا شك إنجاز كبير لم يحققه أى منتخب فى العالم، وجاء فى ظروف بالغة الصعوبة، ويكفى أن أقول إننى انضممت للمنتخب، وأنا محبط، شأنى شأن اللاعبين بعد لقاء الجزائر بأم درمان وعدم الوصول لكأس العالم، وكنت أتوقع أن أجد نفس الشعور من اللاعبين ولكنى وجدت كل اللاعبين تناسوا هذا الملف، وتعاهدوا على تعويض الجمهور بلقب البطولة.
■ وماذا كان شعورك بعد مباراة الجزائر بأم درمان؟
- بكيت بعد الهزيمة لأننى شعرت أننا كنا الأحق بالفوز، والتأهل لكأس العالم، وأننا فنياً الأفضل، وتمنيت لو كنت ضمن قائمة الفريق المشارك فى اللقاء، ولذا كنت أتمنى أن نواجه الجزائر فى أنجولا، ولم أهدأ إلا بعد الفوز الكبير، وبصراحة البطولة بدون الفوز على الجزائر ما كانت ستصبح بنفس الطعم.
■ هل توقعت لقب الهداف؟
- إطلاقاً، ولم أسع إليه، وانصب كل تفكيرى على الفوز باللقب وتعويض الجمهور المصرى، ولكنى بعد هدفى الثالث فى مرمى الجزائر بدأت التفكير، وقلت لنفسى لماذا لا أسعى لهذا المجد دون أن يؤثر ذلك على أداء الفريق، لدرجة أننى دخلت فى مزاح مع أحمد حسن بعد المباراة، وعقدنا صفقة بأن أحصل أنا على لقب الهداف وأترك له لقب أفضل لاعب، والحمد لله فزت باللقب، وأصبحت فى نظر الناس بطلاً قومياً.
■ وما حكاية توقعك بتسجيل هدف الفوز على غانا؟
- بعد انتهائنا من طعام الغداء دخلنا جميعاً فى مزاح، وقام حسنى عبدربه بدور المذيع، وطلب تسجيل توقعات كل اللاعبين، وعندما جاء الدور علىَّ أكدت أننا سنفوز بهدف، وأننى سأحرزه، وعندما طلبنى الكابتن حسن شحاتة للتسخين توقع شيكابالا أن أحرز هدف الفوز، وهو ما حدث بفضل الله.
■ وما أصعب مباريات البطولة من وجهة نظرك؟
- لقاء الافتتاح مع نيجيريا، خصوصاً أننا لم نفز عليها منذ فترة طويلة ودائماً ما تكون المباراة الافتتاحية هى الأصعب والهدف الذى أحرزته فرق كثيراً فى مسيرتى لأنه حقق جزءاً كبيراً من طموحى بالتسجيل فى البطولة الرسمية.
■ وما خطوتك المقبلة بعد توقيعك للزمالك؟
- طلبت من مسؤولى الزمالك فسخ العقد ودياً أو الحصول على موافقة الاتحاد السكندرى، لكننى أتمنى الاحتراف خارج مصر.
■ وماذا ستفعل إذا لم تحصل على فرصة الاحتراف المناسبة؟
- وقتها سيكون بقائى بالاتحاد السكندرى الخيار الأول لى، إلا إذا رغب مسؤولو النادى فى بيعى للاستفادة من العائد.
■ وأى الدوريات تفضل اللعب بها؟
- الدورى الإنجليزى وتحديداً نادى مانشستر يونايتد.
■ وما سر عشقك للمان؟
- أحببت نادى مانشستر بسبب عشقى لكريستيانو رونالدو، وحزنت كثيراً عند رحيله إلى نادى ريال مدريد وتوقعت أن يتأثر مستواه وهو ما حدث.
■ البعض يشبه أداءك برونالدو فهل هذا سر عشقك له؟
- رونالدو هو مثلى الأعلى وقد تأثرت بطريقة أدائه، واعتماده على إمتاع نفسه فى كل كرة يلمسها أو يلعبها.
■ ما أكثر ما تعتز به فى حياتك؟
- أننى لاعب عصامى بدأت حياتى من أسفل، حيث لعبت فى نادى مركز شباب حوش عيسى نظير ١٢٠ جنيهاً شهرياً، وانتقلت إلى نادى ألعاب دمنهور نظير ٥ آلاف جنيه للنادى وخمسمائة جنيه لى، ثم كانت النقلة الكبرى فى حياتى بالانتقال إلى الاتحاد السكندرى مقابل ٣٠٠ ألف جنيه و٧٠ ألفاً لى فى الموسم.
■ وما أصعب الفترات التى مرت بك؟
- فى الموسم قبل الماضى تعرضت لإصابة فى «وش القدم» وابتعدت عن الملاعب فترة طويلة وشعرت بصعوبة فى العودة لنفس المستوى الذى بدأت به مع النادى، وعندما اقتربت من العودة كان للكابتن طه بصرى ويحيى إسماعيل دور كبير فى تجهيزى ومنحى الثقة لأعود إلى الملاعب قوياً.
■ ومن أكثر المدربين الذين تعتز بهم؟
- كل مدرب تدربت معه أفادنى، خصوصاً الكابتن ربيع ياسين الذى دربنى فى دمنهور حيث نافست معه على لقب الهداف مع زميلى أيمن محب.
منقوووووووووووووووووووووووووووول