الزي الشعبي للمرأة العربية جزء من تراث بلدها، يعكس الكثير من تاريخه وعاداته
وتقاليده، كما يعكس صورة المجتمع والحياة فيه. وتختلف الأزياء التقليدية، التي ترتديها
المرأة بين دولة وأخرى، في أسمائها وخاماتها وألوانها، وبعضها لا يزال مزدهراً، والبعض
الآخر في طريقه إلى الاندثار.
مصر
اشتهرت المرأة الشعبية في قرى ومدن مصر بارتداء الملاية اللف
وهي زيّ عربي أصيل بدأ على شكل بردة عند نساء البادية في البلاد
العربية، وانتقل إلى مديريات الشرقية، والفيوم، والواحات والإسكندرية،
ثم شاع في المدن المصرية وأصبح زي بنات البلد والطبقة المتوسطة.
كانت الملاية اللف بدايةً ثوباً أسود يغطى الفتاة من قمة رأسها إلى أخمص
قدميها، ومعه برقع كثيف طويل، لونه أبيض يغطي الوجه دون العينين،
وتحته ثوب من القطن الأسود المطرز، ومنه الأسيوطي والبدوي نسبة إلى
واحة سيوة، وذلك بحسب كتاب "تاريخ الأزياء الشعبية في مصر" لسعد
الخادم.
ولكن على مر الزمان ومع تطور الأزياء، تراجع استخدام الملاية
واقتصر على القرى الريفية والصعيد. حتى أنها أوشكت على الاختفاء تماماً
الآن، ولم تعد ترتديها إلا بعض السيدات الكبيرات في السن، فى القرى البعيدة.
وكغطاء للرأس، كان هناك المنديل "أبو اويه"، وهو أنواع، منه الزرافـة،
والمـكوك، والمقصقص، وذات الخرز، وذات الترتر، وذات ترتر وخرز.
وقد ظهر المنديل أبو اويه في مصر، بداية العهد العثماني ثم انتقل إلى معظم
دول حوض البحر المتوسط. أما الآن، فاقتصر استخدامه على الفرق التراثية
والفلكلورية. واختفى البرقع إلى حد كبير.