الناس في الصلاة على مراتب خمسة: إحداها: مرتبة الظالم لنفسه المفرط،الذي انتقص من وضوئها ومواقيتها وحدودها وأركانها. الثانية: من يحافظ على مواقيتها وحدودها وأركانها الظاهرة ووضوئها لكن قد ضيع مجاهدة نفسه في الوسوسة فذهب مع الوساوس والأفكار. الثالثة: من حافظ على حدودها وأركانها وجاهد نفسه في دفع الوساوس والأفكار فهو مشغول بمجاهدة عدوه لئلا يسرق صلاته فهو في صلاة وجهاد. الرابعة: من إذا قام إلى الصلاة أكمل حقوقها وأركانها واستغرق قلبه مراعاة حدودها وحقوقها لئلا يضيع شيئًا منها، بل همه كله مصروف إلى إقامتها كما ينبغي وإكمالها وإتمامها، وقد استغرق قلبه شأن الصلاة وعبودية ربه تبارك وتعالى فيها. الخامسة: من إذا قام إلى الصلاة قام إليها كذلك ولكن مع هذا قد أخذ قلبه ووضعه بين يدي ربه -عز وجل- ناظرًا بقلبه إليه مراقبًا له، ممتلئًا من محبته وعظمته كأنه يراه ويشاهده، وقد اضمحلت تلك الوساوس والخطرات وارتفعت حجبتها بينه وبين ربه فهذا بينه وبين غيره في الصلاة أفضل وأعظم مما بين السماء والأرض، وهذا في صلاته مشغول بربه -عز وجل- قرير العين به. النتيجة فالقسم الأول: معاقب. والثاني: محاسب. والثالث: مكفر عنه. والرابع: مثاب والخامس: مقرب من ربه لأن له نصيبًا ممن جعلت قرة عينه في الصلاة.
المصراوية Admin
اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 138917 تاريخ التسجيل : 11/12/2010 الموقع : مصر أم الدنيا - اسكندرية المزاج : الحمد لله معتـــــــدل
المهم نقود!. هكذا يقول من يسفك دم فضيلته، ويهتك ستر عفته. يبحث عن حفنة من المال، وقد دبت في دمه مسايرة الشيطان، لا خوف يردعه من عقاب الله، ولا حياء يصده عن الحرام . فيعتبر أن الوقوف على حدود الله رجعية وتخلف وضياع للوقت، سحقا له كيف يفكر ويقدر، فقتل كيف فكر و قدر. لا تراه إلا وهو يلهث ويركض خلف جمع المال بكل ما يستطيع وليس في خلده حلال كان أم حرام يقول المهم فلوس. فأفلس من نصيبه من الإيمان واضحى فقيرا من الخلق والدين. ما أجمل الإنسان حين يمتطي مخافة الله فتوصله إلى بر الأمان وما أروع القناعة حين تحط رحالها في جوف العبد فيعرف معنى الهناء . عش عزيزا أيها الإنسان بأن تتحرى الحلال وإن كان قليلاً ولا تعش مصاحبا للذل فإن في أكل الحرام ذلاً سرمديا.
المصراوية Admin
اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 138917 تاريخ التسجيل : 11/12/2010 الموقع : مصر أم الدنيا - اسكندرية المزاج : الحمد لله معتـــــــدل
قال كميل: سألت أمير المؤمنين فقلت له: أريد أن تعرفني نفسي. فقال (عليه السلام): يا كميل، وأي الأنفس تريد أن أعرفك. قلت: يا مولاي، هل هي إلا نفس واحدة؟ قال (عليه السلام): يا كميل إنما هي أربع: النامية النباتية ، والحسية الحيوانية ، والناطقة القدسية ، والكلية الإلهية ، ولكل واحدة من هذه خمس قوى وخاصيتان. فالنامية النباتية لها خمس قوى: جاذبة وماسكة وهاضمة ودافعة ومربية، ولها خاصيتان، الزيادة والنقصان وانبعاثهما من الكبد وهي أشبه الأشياء بنفس الحيوان. والحسية الحيوانية لها خمس قوى: سمع وبصر وشم وذوق ولمس، ولها خاصيتان، الشهوة والغضب، وانبعاثهما من القلب، وهي أشبه الأشياء بنفس السباع. والناطقة القدسية: ولها خمس قوى، فكر وذكر وعلم وحلم ونباهة، وليس لها انبعاث، وهي أشبه الأشياء بالنفوس الملكية، ولها خاصيتان، النزاهة والحكمة. والكلية الإلهية ولها خمس قوى: بقاء في فناء، ونعيم في شقاء، وعز في ذل، وغنى في فقر، وصبر في بلاء، ولها خاصيتان، الرضا والتسليم، وهذه هي التي مبدؤها من الله، واليه تعود. قال الله تعالى: (وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي) وقال تعالى: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً) ،( والعقل وسط الكل، لكيلا يقول أحدكم شيئاً
من الخير والشر إلا بقياس معقول) . وهكذا يقسم (عليه السلام) النفس إلى أربعة أنواع: النباتية، والحيوانية، والناطقة، والإلهية ويرى أن هذه الأخيرة مبدؤها من الله وإليه تعود، بينما تتمحور جميعها حول العقل الذي يسيطر عليها
ويشردها إلى طريق الاعتدال، ولولا ذلك لبلغت حد الإفراط والتفريط وكلاهما رذيلة كما قال الإمام علي
(عليه السلام): (العقل ملك والخصال رعيته فإذا ضعف عن القيام عليها وصل الخلل إليها) لهذا جاء
التأكيد على ضرورة معرفة النفس لأنها تؤدي إلى معرفة الله، لأن (من عرف نفسه فقد عرف ربه)