اعلام خاصة : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ الجنس : عدد المساهمات : 56607 تاريخ التسجيل : 16/10/2011 الموقع : الاسكندرية المزاج : مشغول
موضوع: ذلكم الله ربكم الثلاثاء 21 نوفمبر 2017 - 11:56
تعالى : " قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ . سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ . قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ . سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ . قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ . سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ " ( المؤمنون : 84- 89) قل : من هو الخالق للأرض ، ومن عليها ، من حيوان ، ونبات ، وجماد ، وبحار ، وأنهار ، وجبال ، ومن المالك لذلك ، المدبر له ؟ فإنك إذا سألتهم عن ذلك ، لا بد أن يقولوا : الله وحده ، فقل لهم إذا أقروا بذلك : " أفلا تذكرون " أي : أفلا ترجعون إلى ما ذكركم الله به ، و الحقيقة أنكم إن رجعتم إلى ذاكرتكم ، بمجرد التأمل ، علمتم أن مالك ذلك ، هو المعبود وحده ، وأن إلهية من هو مملوك ، أبطل الباطل . ثم انتقل إلى ما هو أعظم من ذلك ، فقال : " قل من رب السماوات السبع " وما فيها من النيرات ، والكواكب السيارات ، والثوابت " ورب العرش العظيم " الذي هو أعلى المخلوقات وأوسعها وأعظمها ؟ فمن الذي خلق ذلك ، ودبره ، وصرفه بأنواع التدبير ؟ " سيقولون لله " أي : سيقرون بأن الله رب ذلك كله . قل لهم حين يقرون بذلك : " أفلا تتقون " عبادة المخلوقات العاجزة ، وتتقون الرب العظيم ، كامل القدرة ، عظيم السلطان ؟ ثم انتقل إلى إقرارهم بما هو أعم من ذلك كله فقال : " قل من بيده ملكوت كل شيء " أي : ملك كل شيء ، من العالم العلوي ، والعالم السفلي ، ما نبصره ، وما لا نبصره ؟ ( الملكوت ) صيغة مبالغة ، بمعنى الملك . " وهو يجير " عباده من الشر ، ويدفع ، عنهم المكاره ، ويحفظهم مما يضرهم . " ولا يجار عليه " أي : لا يقدر أحد أن يجير على الله ، ولا يدفع الشر الذي قدره الله . بل ولا يشفع أحد عنده إلا بإذنه . " سيقولون لله " أي : سيقرون أن الله المالك لكل شيء ، المجير ، الذي لا يجار عليه . " قل " لهم حين يقرون بذلك ، ملزما لهم ، " فأنى تسحرون " أي : فأين تذهب عقولكم ، حيث عبدتم من علمتم أنهم لا ملك لهم ، ولا قسط من الملك ، وأنهم عاجزون من جميع الوجوه ، وتركتم الإخلاص للمالك العظيم القادر المدبر لجميع الأمور ، فالعقول التي دلتكم على هذا ، لا تكون إلا مسحورة ، وهي ـ بلا شك ـ قد سحرها الشيطان ، بما زين لهم ، وحسن لهم ، وقلب الحقائق لهم ، فسحر عقولهم ، كما سحرت السحرة ، أعين الناس " ( تيسير الكريم الرحمن للسعدى رحمه الله )