التَّقويم
تعتمد الشُّعوب في البلاد العربيَّة التقويم الميلاديّ والهجريّ، على اختلافٍ في كثرة تداول أحد التقويمين على الآخر بين البلاد؛ ففي منطقة الخليج والمملكة العربيَّة السعوديَّة خاصّةً يُستَعمل التقويم الهجري، ويتمُّ التأريخ بأشهره الهجريّة وتوثيق الأحداث والشواهد بهه، وهو التأريخ المعمول به والمُعتَمد في الدوائر الحكوميَّة والمُؤسّسات الرسميَّة، بينما تعتمد بلاد الشام والمغرب العربيّ التقويم الميلاديّ، وتوثق الأحداث فيها بالأشهر الميلاديَّة، مع ارتباطٍ بالتقويم الهجريّ لاتصال هذا التَّقويم بكثيرٍ من المُناسبات الدينيَّة وتحديدها، كصيام رمضان، وعيدَي الفطر والأضحى، ومناسك الحج وغيرها، وفي ما يأتي تعريفٌ بالأشهر الهجريَّة، وحديث عنها، وبيانٌ لأقسامها وترتيبها، وسبب تسميتها.
التَّقويم الهجريّ
التَّقويم الهجريّ هو تقويمٌ قمري؛ أي يعتمد على حركة القمر في تحديد الأشهر والمواقيت، وقد عرفه العرب واستخدموه قبل الإسلام بقُرون، لكنَّ أسماء أشهره لم تكن مُحدَّدةً، بل كانت تختلف وتتعدَّد تِبعاً لكلِّ قبيلةٍ وما تُطلقه من أسماءٍ. عُقِدَ في مكّة اجتماعٌ لسادات قبائل العرب؛ للاتّفاق على توحيد الشهور وأسمائها، وكان ذلك في حياة كلاب بن مُرّة الجد الخامس للنَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام-، وبعد دخول الإسلام أُبقِيَ على التقويم الهجريّ واعتُمِدَ، إلا أنَّ بداية التأريخ فيه كانت في خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ثاني الخلفاء الراشدين، بعد عامين ونصف العام من تولِّيه الخلافة اعتمد الهجرة النبويّة لتكون مُحدِّدةً التأريخ، لذلك سُمِّي التقويم بالهجريّ وعُرِفَت السنّة وأشهرها بالهجريَّة.
بدأ العمل بالتأريخ الهجري في شهر ربيع الأول للعام السَّادس عشر للهجرة، ليكون بعدها الأول من مُحرَّم للعام السَّابع عشر للهجرة بدايةً لأول سنةٍ هجريَّةٍ بعد اعتماد التَّقويم الهجريّ،[١] واعتماد الهجرة النبويَّة في التأريخ راجعٌ لأهميّة هذا الحدث للدّولة الإسلاميَّة منذ عهد الصَّحابة -رضي الله عنهم- وحتى هذه الأيام.