اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 138917 تاريخ التسجيل : 11/12/2010 الموقع : مصر أم الدنيا - اسكندرية المزاج : الحمد لله معتـــــــدل
موضوع: زنوبيا ملكة تدمر لم تنتحر.. بل تفرغت للفلسفة. السبت 21 أكتوبر 2017 - 5:53
التمثال بعنوان زنوبيا في الأصفاد من القرن التاسع عشر للنحاتة هاريت همسر موجود في متحف سانت لويس الأميركية
صفات زنوبيا وكانت الملكة زنوبيا قد إشتهرت بجمالها وولعها بالصيد والقنص، قيل عنها: أنها كانت ذات رأي وحكمة وعقل وسياسة ودقة نظر وفروسية وشدة بأس وجمال فائق . كانت الهيبة والجمال والعظمة تلوح على وجهها ، قوية اللحظ ذكية ،وكانت أسنانها بيضاء كاللؤلؤ وصوتها قوياً وجهوراً، وجسمها صحيحاً سالماً، وكانت الابتسامات لا تفارقها، فعاشت بعظمة ملوكية كملوك الأكاسرة والرومان كأكبر ملوك الشرق ولقبت بملكة ملكات الشرق ، فكانت تضع العمامة على رأسها وتلبس ثوباً أرجوانياً مرصعاً بالجواهر والحلي وكثيراً ماكانت تترك ذراعها مكشوفة ( يتبين في التماثيل والمنحوتات التدمرية ) . وتثقفت بالثقافة الهيلينية، وكانت تتكلم الآرامية ( اللغة السورية القديمه)و القبطية و بعض اللاتينية (الرومانية) والإغريقية و، وكان لها اطلاع على تاريخ الشرق والغرب، وكانت تقرأ لهوميروس وأفلاطون وألِفَت تاريخاً عن الشرق وسوريا وما جاورها وآسيا. حكمها لتدمر بعد مقتل أذينة(عام267م) بطريقة غامضة، تولت المُلك بإسم ابنها وهب اللات ، واصبحت زنوبيا ملكة الملكات وتولت عرش المملكة وازدهرت تدمر في عهدها واخضعت الكثير من البلاد لسلطتها ، وحضيت زنوبيا بشهرة كبيرة بين الدول والممالك القديمة حتى أن البعض أصبح يسمي تدمر بإسم ( زنوبة )) نسبة إلى زنوبيا، . انشأت جيش قوى واستولت على العديد من البلدان واصبحت تدمر لجوهرة المدن ومحط رحال التجار والقوافل وزاد ثراءالمدينة ونافست روما في العظمة والفخامة والمكانة وكان لها هيبتها ومكانتها الرفيعة بين البلدان ، ولما سآءت العلاقات بين زنوبيا وبين الإمبراطور الروماني أرسل الإمبراطور لها جيشه للإستيلاء علي تدمر فهزمته شر هزيمة وردت وحمت مملكتها بكل شجاعة وزدادت هيبة المملكة و زنوبيا وعرفت بشدتها وعدم تهاونها ،وفي نفس الوقت فان الملكه قد خافت ان يستغل الفرس الفرصه ،فيوجهوا جيشهم طمعآ في مملكتها الغنية فجهزت لذلك واستعدت ومن ثم قامت بأنشاء حصنا على نهر الفرات دعته زنوبيا نسبة إليها، بعدها سيطرت على معظم البلاد وتوجهت لمصر وكانت تابعة للرومان واحتلتها واخضعتها لحكمها ، ومنعت جيوشها عن روما ، وعززت علاقاتها التجارية مع الحبشة وجزيرة العرب وبسطت نفوذها على العديد من البلدان . عملة صكتها زنوبيا تـُظهر لقبها، أوگستا (العظيمة)
عملة صكتها زنوبيا تـُظهر لقبها، أوگستا (العظيمة)
توسعت مملكتها حتي شملت باقى مناطق سوريا وامتدت من شواطئ البسفور حتى النيل، وأطلقت عليها الإمبراطورية الشرقية مملكة تدمر واصبحت أهم الممالك واقواها في الشرق على الاطلاق ، مما دعى الإمبراطور الروماني أورليانوس للتفاوض مع الملكة زنوبيا لتأمين حدود امبراطوريتة ولوقف زحف جيوش تدمر مقابل الإعتراف بألقاب ابنها وامتيازاته الملكية . أصدرت الملكة زنوبيا العملة الخاصة ب تدمر وصكت النقود في إنطاكية وطبعت عليها صورة وهب اللات على وجه وعلى الوجه الثاني صورة الإمبراطور أورليانوس، وأزالت من النقود صورة الإمبراطور مميزة النقود السورية التدمرية عن نقود روما ، ووسعت مملكتها وضمت الكثير من البلاد ، لكن الإمبراطور الروماني صمم على التصدي ل المملكة التدمرية القوية التي سيطرت على العديد من المناطق ، في سنة 271م ارسل جيش قوي مجهز إلى اطراف المملكة وجيشاً آخر بقيادة الإمبراطور أورليانوس نفسه توجه به إلى سوريا و آسيا الصغرى ليلتقي الجيشان وتدور معركة كبيرة بين مملكة تدمر والامبراطورية الرومانية ، احتل بروبوس اجزاء من جنوب المملكة في أفريقيا وبلغ أورليانوس أنطاكية في سوريا ، وتواجه مع زنوبيا بتجهيزات كبيرة وهزمها هناك ، مما جعلها تنسحب لتدمر وكان أورليانوس قد بلغ مدينة حمص ، فدارت بينهما معارك شرسة قدمت فيها زنوبيا الكثير ، وانهزم جيشها وتراجع إلى تدمر ، فتقدم أورليانوس إلى تدمر وحاصر أسوارها المنيعة حصاراً محكما ، وكانت زنوبيا قد حصنت المدينة ووضعت على كل برج من أبراج السور إثنين أو ثلاثة من المجانيق تقذف بالحجارة المهاجمين لأسوارها وتمطرهم بقذائف النفط الملتهبة، والتي كانت تعرف بالنار الإغريقية ، وقاومت الغزاة بشجاعة معلنة القتال حتي الموت دفاعا عن مملكتها . عرض أورليانوس عليها التسليم وخروجها سالمة من المدينة الني لن تمس ، لكنها رفضت ووضعت خطة وحاولت اعادة الالتفاف على جيش اورليانس فتحصنت بالقرب من نهر الفرات إلا أنها وبعد معارك ضارية وقعت في الأسر ولاقاها أورليانوس وهو في ميدان القتال فأحسن معاملتها وكان ذلك سنة 272م ، ثم اسطحبها معه إلى روما ولم يقتلها بل قتل بعض كبار قادتها ومستشاريها بعد محاكمة أجريت لهم في مدينة حمص . زنوبيا لم تنتحر بعد سقوط تدمر، اقتيدت أسيرة إلى روما مقيدة بسلاسل ذهبية. هكذا ورد في النص الأقدم لقصتها وهو كتاب تاريخ أوغستا الذي وضع في حياتها أو في فترة قريبة من ذلك.. التاريخ يذكر أن أروليان منحها فيلا أو قصر في منطقة التيفولي في روما ما زالت آثاره موجودة حتى اليوم، يقال إنها تزوجت عضو مجلس شيوخ روماني أو أنها لم تتزوج وهو الأرجح. لأنها كرست حياتها بعد ذلك للفلسفة والتفكير. أحفادها في روما تدل عليهم الآثار من ذلك نقش يعود لامرأة تدعى سبتميا باتافينيا بالبيلا أوذيناتيانا. منسوبة لاذينة زوج زنوبيا. وهناك قس شهير في الكنيسة الكاثوليكية وصل إلى مرتبة اسقف فلورنسا يدعى زنوبيوس