ــ لـــو ــ !

لو أخذنا مفردة { لو } هذه الكلمة المكونة من حرفين هجائيين فقط ، من الباب الذي ليس فيه كراهية ولا تحريم ، وليس فيه عمل شيطان ولا مدخل ريبة ـــ ثم : عرجنا بها على المباح من الاماني ، والمندوب من الرغبات ، لوجدناها ، تقلب العالم ظهراً على بطن ،،، تقوم المعوج ، وتصحح المغلوط ، تفتح نوافذ الامل ، وتوصد ابواب اليأس .
كل هذا تفعله ’ لو ’ وأكثر ،، فقط لو اننا نتدبر ، أو لو أننا نتذكر ...... نعم / فقـد استسلمنا لمقولة ــ هذا هو الواقع ــ ولا احد يستطيع أن يفعل شيئاً أو أن يغير وضعاً .. بينما الحقيقة أن كل الامور مسخرة للانسان إن هو اخذ بالاسباب ، وعمل على مايوصل الى النتيجة المرضية ، أو الى الوضع الذي يجب أن يكون عليه الامر في آخر المطاف ..!
كل معطيات الحياة وتجارب الدنيا السابقة والانية ، ومانحن سائرون عليه من دروب وماضون فيه من خطوب : تنطق بالنظرية العريقة { لكل فعل ردة فعل } وإن اختلف في تفسير حجم او شكل ردة الفعل ، ومستوى القبول بها .. وما دام الامر كذلك ، فليس من المعقول أن تنام عن صلاة الفجر ثم إذا كان اليوم الاخر ورأيت صحيفتك وهي خالية من ثواب قرانالفجر وحسنات الدلجة ، وقوماً كنت فيهم وبينهم تتلألأ صحائفهم بتلك العلامات ، قلت أنني كنت فيهم وهم ربعي ، ثم فوجئت بكلمة ــ لو ــ تفلق رأسك : لو أنك عملت عملهم لكانت صحيفتك كصحائفهم .
ثم لنقيس على هذا ، كل أمر مندوب وعمل محمود ، من تقرير العقيدة في عمق النفس ، الى نشر الفضيلة على كل الجوارح ... !
فــ لو اجتهدت في التحصيل العلمي لتفوقت ، ولو تمهلت في المسير لسلمت ، ولو طلبت المعالي لنلت ، ولو سلم قلبك من الغل لعفوت ، ولو أقتصدت في الانفاق لأدخرت ، ولو بذلت الخير لكسبت ... ولو حَبيت لحُببت ...! ولو ــ ولو ــ ولو ــ الخ ..! وأن حصل خلاف ذلك ، فما ذاك سوى ارادة الله ، ولا تتنافى ابداً مع ، لو ، التي نحن بصددها هنا .*999
ثم إن هذا هو قانون الحياة ، وهو من قبل ذلك ومن بعده ، سنة الله في خلقه .
والسؤال هنا : لو أنك ــــ؟ـــ.. ماذا كنت ـــ!!!ـــ..