اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء ، ودرك الشقاء ، وسوء القضاء ،
وشماتة الأعداء
جهد البلاء
كل ما أصاب المرء من شدة مشقة ، ومالا طاقة له بحمله ،
ولا يقدر على دفعه.
وقيل : المراد بجهد البلاء قلة المال وكثرة العيال
وقيل : هو ما يختار الموت عليه
درك الشقاء
يكون في أمور الدنيا وفي أمور الآخرة ،
وكذلك سوء القضاء عام في النفس والمال والأهل والولد والخاتمة
والمعاد .
المراد بالقضاء هنا المقضيّ لأن حكم الله كله حسن لا سوء فيه .
وقيل: القضاء الحكم بالكليات على سبيل الإجمال في الأزل ،
والقدر الحكم بوقوع الجزئيات التي لتلك الكليات على سبيل التفصيل .
قال ابن بطال : وشماته الأعداء ما يَنكأ القلب ، ويبلغ من النَّفْس
أشد مبلغ ، وإنما تعوّذ النبي من ذلك تعليماً لأمته ، فإن الله تعالى كان أمّنَه من جميع ذلك ، وبذلك جزم عياض . قلت :
ولا يتعين ذلك بل يُحتَمَل أن يكون استعاذ بِرَبِّـه من وقوع ذلك بأمته ...
وقال النووي :وشماته الأعداء فرحهم ببليّة تَنْزِل بالْمُعَادِي .
قال : وفي الحديث دلالة لاستحباب الاستعاذة من الأشياء
المذكورة ، وأجمع على ذلك العلماء وفائدة الاستعاذة والدعاء
إظهار العبد فاقته لِرَبِّـه وتضرّعه إليه