تمكن علماء من مجموعة الدراسات الدولية "DES" من وضع أحدث خارطة توضح تموضع المادة المظلمة في بعض أجزاء الكون.
يبقى سر المادة المظلمة أو "المادة السوداء" التي لا تتفاعل مع الضوء ولا يمكن رؤيتها باستخدامالتلسكوبات العادية أحد أهم الظواهر التي تثير اهتمام علماء الفلك حتى اليوم، لذلك تسعى العديد من هيئات علوم الفلك للتوسع بدراستها وفهم آلية توزعها في الكون.
وفي آخر الخطوات حول دراسة هذه المادة أكد علماء من مجموعة "DES" الدولية أنهم استطاعوا تحقيق أكبر نجاح في هذا المجال بوضعهم أحدث خارطة تظهر توزع هذه المادة في الكون، بالاعتماد على الدراسات التي أجروها على أكثر من 26 مليون مجرة.
ووفقا لـ أوفر لاهاف، الأستاذ في جامعة لندن الأمريكية والعضو الاستشاري في المجموعة الدولية لدراسة المادة المظلمة فإن "الخارطة التي تمكنوا من وضعها مؤخرا ستعطي الخبراء الكثير من المعلومات الجديدة، وستساعدهم على فهم توزع هذه المادة الغامضة في الكون".
وحول هذا الموضوع كانت مجلة ناتشر العلمية قد نشرت منذ عامين عددا من البحوث التي تزعم أنها وجدت أدلة على وجود هذه المادة المظلمة، ليس فقط في المناطق الخارجية من مجرتنا درب التبانة، ولكن أيضا في الجزء الأعمق منها، حيث قال "ميغيل باتو" المؤلف المشارك في البحوث من جامعة ستوكهولم في بيان صحفي: "في دراستنا الجديدة، حصلنا لأول مرة على دليل مباشر لوجود المادة المظلمة في الجزء الأعمق من مجرة درب التبانة، حيث قمنا بتجميع القياسات التي نُشرت من قبل عن حركة الغازات والنجوم في المجرة، مع مراقبة سرعة دورانها، في ظل افتراض وجود المادة المضيئة فقط داخل المجرة، إلا أن سرعة دوران الغازات والنجوم بهذه الكيفية لا يمكن تفسيرها، ما لم توجد كميات كبيرة جدا من المادة المظلمة حولنا، بيننا وبين مركز المجرة، وهذا الدليل لا يدع مجالا للشك في وجود المادة المظلمة".
وأوضح ميغيل أن المادة المظلمة لا تتفاعل مع الضوء أو الإشعاع نهائيا، فلا يمكن رؤيتها، وبالتالي فهي موجودة في الكون بصورة غير مرئية، ويمكن الاستدلال عليها من خلال مشاهدة آثار الجاذبية على سرعة دوران المادة العادية، مثل دوران الغاز والنجوم داخل المجرة، كما يوضح الباحثون.