صديقتي الانتيـــم أذكر يوم كنا في مزاج تبادلنا الكثير من الأحاديث قالت لي جملة لا استطيع نسيانها ” أن الشخص الذي يفقد الحب يعطيه بسخاء “، لم أستوعب هذه الكلمة بوقتها فقد اعتدت سماع ان ” فاقد الشيء لا يعطيه” أرى أنه يظل هناك للقاعدة إستثناء و هي حالات الفروق الفردية التي ترجع إلى شخصية الإنسان و قناعاته و قدرته على العطاء . ان من فقد الحب أو واجه آلاما ً بسببه يسعى جاهدا ً لأن يكون بأفضل صورة مع كل من يحبه بعد ذلك،رغبةً منه في ابعادهم عن نفس السياط التي جُلد بها. العالم فروبيل عاش حياة صعبة في طفولته ، ماتت أمه وهو صغير وتركه والده لوحده نشأ على حب الطبيعة الذي تمركز عليه علمه، فهو المؤسس الحقيقي لحركة رياض الأطفال (1782 – 1852)فرياض الأطفال هي كلمة ألمانية لـ “حديقة الأطفال، روضة الأطفال” وهي تعبر عن نظرة فروبيل الروحية للأطفال، فهو يراهم كالنباتات الصغيرة التي تحتاج لرعاية وحماية قبل الدخول إلى المدرسة. ” فاقد الشيء يبحث عما يغنيه” هذه المقولة الإيجابية تتفق بشكل أو بآخر مع الحيلة الدفاعية التي قالها “فرويد”؛ ألا وهي التسامي أو الإعلاء، فعدم تحقق الإشباع بالنسبة لحاجة ما، تخص فرداً معيناً ؛ تجعل ذلك الفرد يغير مسار طاقته لأمر مقبول إجتماعياً. جميعنا قادرون على العطاء و نملك مصادر لا تنضب منه، و عطائنا يشجع الآخرين على العطاء ، أرى أن فاقد الشيء يعطيه لو كان هو يريد ذلك و كل مفقود حتماً سنجده إن بحثنا عنه لنعطيه .
الموقع
موضوع: فاقد الشيء يعطيه . .! 
الإثنين 5 نوفمبر 2012 - 4:06
