اعلام خاصة : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ الجنس : عدد المساهمات : 56607 تاريخ التسجيل : 16/10/2011 الموقع : الاسكندرية المزاج : مشغول
موضوع: الاقدار الأحد 9 يوليو 2017 - 12:14
جعل الله سبحانه وتعالى الإيمان بالقدر من أركان الإيمان السّتّة ، فالمسلم يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ، فالمسلم وهو يعبد ربّه يعلم علم اليقين أنّ الرّحمن جلّ وعلا قد قدّر مقادير الخلائق جميعها قبل أن يخلق السّماوات والأرض بخمسين ألف سنةٍ ، فعلم الله ومشيئته سابقةٌ ومهيمنةٌ ، فهو سبحانه المتفرّد عن الخلائق بصفات العلم والقدرة وصفات الألوهيّة ، فلا ينازعه أحدٌ من خلقه في ذلك ، وإنّ الله سبحانه وقد كتب في اللّوح المحفوظ مقادير البشر وأحوالهم قد علم مسبقاً بذلك ، فلا حجّة لأحدٍ من النّاس أن يقول أنّ كلّ شيءٍ مكتوبٌ فيترك العمل ، فالأصل هو أنّ الإنسان مختارٌ قد أعطاه الله ووهبه نعمة الاختيار تكريماً له ، وهذا لا ينافي أنّ الله قد سبق علمه علم البشر ، فالله سبحانه لا يسأل عمّا يفعل وهم يسألون . و إنّ للقدر أربعة مراتب يجب الإيمان والتّصديق بها أولها العلم فعلم الله صفةٌ ثابتةٌ في ذاته سبحانه ، ولا يحيط أحدٌ من خلقه بشيءٍ من علمه إلا بما شاء سبحانه ، فهو يعلم ما كان وما هو كائن وما سوف يكون بعلم أزليٍ لا يطلع عليه ملكٌ مقربٌ أو نبيٌّ مرسلٌ ، وهناك مرتبة الكتابة حيث كتب الله مقادير الخلائق وما هو كائن إلى يوم القيامة ، فقد كان أوّل شيءٍ خلقه الله من مخلوقاته هو القلم وقال له ربّ العزّة آمراً*: اكتب ، فكتب ما هو كائنٌ إلى يوم القيامة ، وهناك مرتبة الخلق ، فالمسلم يعلم أنّ الله وحده هو المتفرّد بالخلق والإيجاد ، وأخيراً هناك مرتبة المشيئة فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، ومشيئته سبحانه لا تتعارض مع مشيئة البشر واختيارهم لأفعالهم وأقوالهم ، فمشيئة البشر هي جزءٌ من مشيئته سبحانه وتسير