كليوباترا السابعة.. الساحرة
كليوباترا السابعه ا..لساحره
آخر ملوك الأسرة البطلمية في مصر، حرصت على إعادة مجد وقوة تلك الأسرة، واهتمت بتطوير مملكتها ورفع شأنها في مواجهة قوة روما المتزايدة، وبنهاية حكمها انتهى عصر البطالمة في مصر.
اسمها يوناني الأصل يتألف من مقطعين أولهما "كليو" ويعنى فخر، والثاني "بترا" ويعنى وطن، أي أن اسمها كاملاً يعنى "فخر الوطن"، والطريف أن اسمها هذا حملته قبلها ست أميرات من البطالمة في مصر إلا أن أيا منهن لم يكتب لها ما كتب لتلك المرأة من شهرة ومجد.
ولدت كليوباترا السابعة عام 69 قبل الميلاد، وأصبحت ملكة في سن السابعة عشرة عقب وفاة والدها بطليموس الثاني عشر، واتبعت التقاليد المصرية في ذلك الوقت بأن تزوجت أخاها بطليموس الثالث عشر أثناء فترة حكمها معه.
بعد زواجها أحست بأن ذلك الزواج يعيق مخططاتها السياسية. اتهمت، بعد ثلاث سنوات من الحكم، بأنها تحاول الاستيلاء على العرش والاستئثار به؛ ففرت إلى الصحراء الشرقية وجمعت جيشا من العرب آملة في مهاجمة الإسكندرية والاستيلاء على الحكم. وحاول يوليوس قيصر، الذي دخل الإسكندرية، إنهاء الخلاف بين كليوباترا وشقيقها بطليموس.
تسللت كليوباترا خلف خطوط جيش أخيها، واختبأت داخل بساط كبير حمله أحد أتباعها كهدية إلى قيصر؛ وعندما دخل الرجل إلى القصر، ظهرت هي من البساط. ونشأت علاقة لقيصر معها، وافقت تطلعات كليوباترا أيضا؛ للاستيلاء على العرش. وقرر قيصر أن تشارك كليوباترا أخاها الحكم؛ كما أوصى والدهما. واعترض بطليموس وحارب قيصر، ولكنه أغرق في النهاية.
عقدت كليوباترا اتفاقا مع قيصر تعلن بموجبه في مصر زواجها منه، وأن يعلن هو الخبر في روما؛ عندما يصبح إمبراطورا هناك. وأنجبت كليوباترا طفلا من قيصر وسجلت على جدران معبد أرمنت بأن قيصر عاشرها في هيئة آمون رع؛ وهو ما جعلها زوجة شرعية لقيصر، في عيون المصريين. وانتقلت عندها إلى روما، انتظارا لليوم الذي يصبح قيصر فيه إمبراطورا ويعلن زواجهما رسميا؛ فتصبح هي بالتالي شريكة له في عرش الإمبراطورية الرومانية.
لكن الجمهوريين ضجوا من طموحات قيصر وقضوا عليه في شهر مارس من عام 44 ق.م. وعادت كليوباترا إلى مصر. ثم انتصر أعوان قيصر بقيادة مارك أنطونيو وأكتافيان (المسمى أيضا بأوغسطس) في خريف عام 42 ق.م.
واستدعى أنطونيو، الذي آل إليه الجزء الشرقي من لإمبراطورية الرومانية، وكليوباترا إلى صقلية لكي يقنعها بالا تقف مع أعوان قيصر. وسحرت كليوباترا أنطونيو، وعادت إلى الإسكندرية؛ واثقة بأنه سوف يتبعها، وهذا بالضبط ما فعله. وقضى أنطونيو خريف عام 41-40 ق.م.
في متعة مع كليوباترا التي نجحت في تحويل ذهنه إلى الإسكندرية، وبعيدا عن روما. ولكن أنطونيو أسرع عائدا إلى روما، نتيجة للأحداث الدرامية هناك؛ وتزوج من أوكتافيا شقيقة أوغسطس. وبقي بعيدا عن كليوباترا؛ إلى أن خرج للإشراف على حملته في الشام.
عندها استدعى أنطونيو كليوباترا وأعلن زواجه منها واعترف بأبوته لتوأم أنجبتهما منه. وعاد من حملته منتصرا وأقام احتفالات بالإسكندرية. وأقلق الرومان أن أنطونيو أراد أن يجعل الإسكندرية عاصمة للإمبراطورية الرومانية. وسرعان ما أعلنت كليوباترا "ملكة الملكات"، ووزعت الولايات الشرقية للإمبراطورية الرومانية بينها وبين طفليها من أنطونيو.
ورأت كليوباترا نفسها إمبراطورة للمرة الثانية؛ وكل ما تبقى لتحقيق ذلك، هو أن يطيح أنطونيو بأوغسطس. ولكن أنطونيو هزم في عام 31 ق.م. وفر الاثنان إلى الإسكندرية.
*انطونيو*