يسعى الإنسان دائما منذ العصور القديمة لتمييز نفسه عن الآخرين
وكانت الملابس والأحذية والأدوات ومستحضرات التجميل من أول
الطرق التي استخدمها وتمكن من ذلك بالفعل،
وكان أحمر الشفاه هو الأبرز وقد استخدمه الصيادون ليخفوا أنفسهم
أثناء الصيد
والكهنة لأغراض دينية و الفئة الشابة لتبرز جمالها للجنس الآخر.
وتاريخ أحمر الشفاه مليء بالأحداث المثيرة للاهتمام لما له من أثر
كبير على الثقافة والأزياء،
وهنا يمكنك معرفة متى وقعت تلك اللحظات الهامة في رحلة أحمر
الشفاه الذي لاقى شعبية كبيرة في جميع أنحاء العالم.
ففي عام 1000 إلى 2500 قبل الميلاد كانت النساء من بلاد مابين
النهرين وهي العراق حاليا
هن أول من استخدم أحمر الشفاه الذي كان من صنع الإنسان فكانوا
يستخدمون مسحوق الأحجار الكريمة
لتزيين شفاههن ، ومن ثم قامت حضارة السند باستخدام أصباغ مختلفة
لتلوين وجوههم وشفاههم
وكانت تتكون من أنواع ضارة تسبب أمراض خطيرة . وبعد ذلك استخدم
المصريون أحمر شفاه
مكون من الخنافس المسحوقة ذات اللون القرمزي وهذا النوع المعروف
كان تستخدمه النساء من الطبقة الغنية
والمخملية وخصوصا كيلوبيترا و يستخدمون أحيانا مادة بيرليسسينت
المتلألئة التي تستخرج من قشور الأسماك
وكان ذلك خلال الفترة 2000 قبل الميلاد إلى 100 بعد الميلاد.
وفي القرن 8 بعد الميلاد صنع أخصائي التجميل العربي الأندلسي
أبو القاسم الزهراوي أول أحمر شفاه صلب
وقد استند في تصميمه من الأصابع المدورة الموجود في بعض أنواع
علب العطور.
وفي العصور المظلمة والوسطى الأوربية حتى نهاية القرن 16 منعت
الكنائس المسيحية
تلوين الشفاه لأنها كانت تعتقد أن تلوينها يرتبط بالطقوس الشيطانية
وكانت تستخدمها الطبقات
غير الصالحة في المجتمع فقط . ثم جاء عهد ملكة المملكة المتحدة إليزابيت
الأولى في القرن 16
وأصبح لون أحمر الشفاه الأحمر الساطع والوجة الأبيض الموضة وانتشر
كثيراً وكان مصنوعا
في ذلك الوقت من شمع العسل والنباتات الملونة الحمراء وكانت تستخدمة
النساء من الطبقة المخملية والممثلات فقط.