في هذه الأيام، يبدو أن بصمات الأصابع تقتصر أهميتها على مسارح الجرائم لتحديد المجرمين والضحايا.
لكن في الماضي كان لها أهمية أكبر من ذلك بكثير عبر الكشف عن التطور البشري عبر الزمان.
لكن هل كان للبصمات دورٌ في إفادة العلماء عن التطور في المملكة الحيوانية؟
وبمعنى آخر، هل تمتلك الحيوانات بصمات أصابع؟
هل للحيوانات بصمات أصابع ؟
باختصار، يُمكن القول أن الغوريلا والكوالا والشمبانزي حيوانات تمتلك بصمات أصابع.
وهذه البصمات مهمة للغاية في خدمة هذه الحيوانات وبقائها.
أهمية البصمات للحيوانات..
قبل ما يقرب من خمسة ملايين سنة، وقبل أن تخرج الرئيسيات من الأشجار لتبدأ رحلتها في جميع أنحاء
العالم، كانت الحاجة إلى قبضة قوية لا تنزلق من الحاجات الضرورية الماسة لاستمرار الحياة بالنسبة
لبعض الحيوانات.
من أجل القفز من شجرة إلى أخرى، وتسلق الأشجار والصخور دون خشية السقوط، كان لا بد أن
تتوافر قبضة ثابتة يضع الحيوان ثقته بها. من هنا، كان لبصمات الأصابع أهمية كبيرة أكثر من كونها
سمة تميِّز بين الأفراد.
فقد اقترح بعض الباحثين أن وظيفة بصمات الأصابع للحيوانات المتسلقة هي وظيفة احتكاك. إلا أن
نظرية أخرى تقول أن الطبيعة المطاطية للبصمات تمنع البثور من التكوِّن في نهايات أصابع اليد على عكس
أصابع القدمين التي تكون في كثيرٍ من الأحيان دهنية.
باحثون آخرون وجدوا أن أهمية البصمات تكمن في تقليل معامل الاحتكاك ومصممة لمساعدة القبضة على التشبث
بالأسطح الرطبة. وذلك بسبب تحويل الماء بين التلال الصغيرة ضمن البصمة بعيدًا عن نقطة الاتصال
بين القبضة والسطح الرطب.
ومهما كان الغرض الحقيقي من البصمات، فإنها مهمة ولا يُمكن التخلص منها بسهولة. وكما ذكرنا سابقًا،
فإن بصمات الأصابع في المملكة الحيوانية تتواجد لدى الغوريلا، الشمبانزي، ودببة الكوالا.
ووحيث أن النوع الأول والثاني ليس غريبًا للتشابه في الكثير من الصفات بين القرود والإنسان،
إلا أن المستغرب هو تشابه البصمات التي يحملها الكوالا إلى حدٍ كبير مع البصمات التي يحملها الإنسان في الشكل.
وليس من الغريب أن يمتلك الكوالا بصمات بما أنه يقضي معظم وقته متسلقًا ومتعلقًا بالأشجار ويأكل أوراق الشجر.
أما بالنسبة للغوريلا والشمبانزي، فهي تمتلك بصمات في نهايات أصابع اليدين والقدمين.
حيث تُساعدها التلال الجلدية في نهاية أطرافها بتسلق الأشجار والمناورات وإمساك الأشياء المختلفة.
وعلى الرغم من أن امتلاك بصمات محدودٌ للغاية في المملكة الحيوانية، لكن وُجدت بعض الأصناف
من الحيوانات تمتلك بصمات في أماكن فريدة مثل بعض أنواع القرود في أمريكا الجنوبية التي تمتلك
هذه البصمات على ذيلها لمساعدتها على التعلق بالأشجار.
كما أن الكلاب والخنازير تمتلك البصمات في مقدمة أنوفها التي تخلو من الشعر عادة!
وتهدف البصمات في المملكة الحيوانية في النهاية إلى مساعدتها على التعايش مع بيئتها الطبيعية
لتستمر في البقاء