الآن يمكن لإدماننا الرقمي أن يلاحقنا لما وراء القبور.
قد تظن أنه بمجرد وفاتك سوف تتمكن أخيراً من الفرار من هذا العالم الذي
يتصل كل شيء فيه بالإنترنت، إلا أن شركة سلوفينية تريد أن تؤمن استمرار
اتصالك بالشبكة العنكبوتية،حتى وأنت مستلقٍ بلا حراك داخل قبرك.
تدعي شركة بيو انرجيجا إعادة اختراع شاهد قبر يحتوي على شاشة تفاعلية
بمساحة 48 بوصة،
تَعرض محتوىً من الصور ومقاطع الفيديو ومواد رقمية أخرى، عندما يأتي
أحباؤك لزيارة قبرك.
صرَّح ساسو رادوفانوفيك، رئيس شركة بيو انرجيجا لوكالة رويترز قائلاً:
"يتيح شاهد القبر
وضع أي شيء بجانب اسم ولقب الشخص المتوفى، إذ يمكنك أن تكتب
رواية كاملة إذا رغبت في ذلك".
وأضاف: "يحتوي شاهد القبر على أجهزة استشعار، فعندما لا يتواجد
أي شخص بجواره،
تُظهر الشاشة اسم الشخص المتوفى، وتاريخ ميلاده ووفاته فحسب، وهو
ما يوفر الطاقة،
ويحافظ على الشاشة نفسها، ويسهم في طول العمر الافتراضي لشاهد القبر".
تقول شركة بيو انرجيجا، إنها تعمل حالياً بالتعاون مع أستاذ الحوسبة
بجامعة ماريبور على تطوير تطبيق،
من شأنه أن يزيد من تفاعلية شاهد القبر. إذ سوف يتيح التطبيق
للزائرين الاستماع للموسيقى،
ومشاهدة مقاطع الفيديو التي تُعرض على هذا الشاهد، من خلال توصيل
سماعات الرأس بهواتفهم الذكية.
وُضِع النموذج الأولي لأول شاهد قبر رقمي بالفعل في مقبرة بوبريزجي
بمدينة ماريبور في سلوفينيا.
وتقول شركة بيو انرجيجا إن هذه الشاشة التي تُكلِّف ثلاثة آلاف دولار،
ستكون مقاومةً لعوامل الطقس
والعمليات التخريبية، ولكن شأنها شأن شخص مدفون في باطن الأرض
على عمق 6 أقدام،
لم يسلم من التعرض للسرقة على يد نباشي القبور،
سوف تكون بلا شك عرضة لعبث المتسللين، ومخربي ممتلكات الآخرين.