الجنس : عدد المساهمات : 31094 تاريخ التسجيل : 12/02/2010
موضوع: قصة برصيصا العابد و خطوات الشيطان الإثنين 10 أبريل 2017 - 16:19
قال الله تعالى {قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين} [ص:82]........... ومنهم من يستسلم له كما قال الله تعالى {لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين} [الحجر:39]............ وقال تعالى {إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء الذين لا يؤمنون} [الأعراف:27]........ ورغم هذا كله {إن كيد الشيطان كان ضعيفاً} [النساء:76]. وذلك عندما يلتجأ المسلم إلى ربه ويعتصم بإيمانه. ولكن بطل هذه القصة وللأسف الشديد هو عابد لله وراهب استطاع الشيطان أن يغويه ........ قال الله تعالى(( كمثل الشيطان اذ قال للانسان اكفر فلما كفر قال اني برئ منك اني اخاف الله رب العالمين(16) فكان عاقبتهما انهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين))((الحشر (16,17) )) ............... ماهية القصة ........ يروى لنا عن ابن مسعود قائلا (( كانت هناك امرأة ترعى الغنم وكان لها اخوة اربعة, وكانت تأوى بالليل الى صومعة راهب , قال(( فنزل الراهب ففجر بها فحملت , فأتاه الشيطان فقال له (( اقتلها ثم ادفنها فانك رجل تصدق ويسمع قولك , فقتلها ثم دفنها , قال ((فاتى الشيطان اخوتها في المنام)) فقال لهم ((ان الراهب صاحب الصومعة فجر باختكم فلما احملها قتلها , ثم دفنها في مكان كذا وكذا )) فلما اصبحوا قال رجل منهم (والله لقد رايت البارحة رؤيا ما ادرى اقصها عليكم ام اترك ؟)) قالوا ((لا بل قصها علينا )) قال فقصها عليهم فقال الاخر ((وانا والله لقد رايت ذلك )) فقال الاخر(وانا والله لقد رايت ذلك)) قالوا (فوالله ماهذا الا لشئ)) ثم انطلقوا فاستعدوا ملكهم على ذلك الراهب فأتوه فانزلوه ثم انطلقوا به ليروا قبر أختهم فأتاه الشيطان فقال ((اني انا اوقعتك في هذا ولن ينجيك منه غيري فاسجد لي سجدة واحدة وانجيك مما اوقعتك فيه )) قال ((فسجد له فلما اتوا به ملكهم تبرأ منه فقتل)) ......... أهمية القصة ....... أحببت أن أقصص عليكم هذه القصة التى كان بطلها عابد وراهب نفسه لله ....... وأن للشيطان أسلحة كثيرة يستطيع أن يغوى بيها أى إنسان على وجه الأرض ........ وأحببت أن أخبركم بها لنأخذ العظة والعبرة منها ...... أن إنسان عابد وراهب لله وأستطاع الشيطان أن يغويه ....!!!؟؟؟ مابالك بينا نحن وماذا يستطيع الشيطان أن يفعله بإنسان عادى مثلنا ..........!!!!؟؟؟؟؟؟ خير الكلام ......... إن للشيطان وسوسة وللنفس البشرية وسوسة ودفعا الى المعصية.. ذلك أن الله سبحانه وتعالى.. أخبرنا في القرآن الكريم؛ أن النفوس تتفاوت؛ هناك النفوس الطيبة.. والنفس الوامة.. والنفس الأمارة بالسوء............ فالنفس الطيبة هي التي لا تعمل الا طيبا والا خيرا، والنفس اللوامة، هي التي يقع صاحبها في المعصية، ولكنا تلومه عليها.. فيعود الى الخير مرة أخرى، وقد يقع الانسان في المعصية أكثر من مرة والنفس الأمارة بالسوء هي التي اعتاد صاحبها السوء، فلم يعد يثير فيه أي شعور بالندم والاستنكار.. بل هو يعيش مع السوء، ويأمر بالسوء وقد اعتاده، بحيث أصبح لا يفعل الا سيئا.. ويستمتع بذلك السوء!هناك نوعان من الوسوسة: وسوسة الشيطان بالنسبة للانسان.. ووسوسة النفس له فكيف نفرق بين وسوسة الشيطان، وسوسة النفس؟نقول: إن وسوسة الشيطان بإن الشيطان يريد الانسان عاصيا على أي وجه.. فلا يهمه نوع المعصية ولكن يهمه حدثها......... ويجب أن تعلم أن هذا الاغواء لا ياتي قسرا أو قهرا.. فالشيطان ليس له سلطان القهر على الانسان.. ....... أما وسوسة النفس.. فهي ان تصر على نوع معين من المعصية... لا تريد غيره.. أي أنها تلح على صاحبها أن يرتكب معصية بذاتها ويكررها.. ولا تطالبه بمعصية أخرى.