المسلمين
(بالإضافة لعيد الفطر)، يوافق يوم 10 ذو الحجة بعد انتهاء وقفة يوم عرفة، الموقف الذي يقف فيه الحجاج المسلمون لتأدية أهم مناسك الحج، وينتهي يوم 13 ذو الحجة. يعتبر هذا العيد أيضاً ذكرى لقصة إبراهيم عندما أراد التضحية بابنه إسماعيل تلبية لأمر الله لذلك يقوم العديد من المسلمين بالتقرب إلى الله في هذا اليوم بالتضحية بأحد الأنعام (خروف، أو بقرة، أو ناقة) وتوزيع لحم الأضحية على الأقارب والفقراء وأهل بيته، ومن هنا جاء اسمه عيد الأضحى.
لعيد الأضحى أسماء مختلفة منها:
يوم النحر، ويسمى في مصر والمغرب
العيد الكبير، وفي إيران
عيد القربان. وتتسم أيام العيد بالصلوات وذكر الله،
والفرح، والعطاء، والعطف على الفقراء وتزدان المدن والقرى الإسلامية بثوب
جديد كما أن الاطفال يلبسون اثوابا جديدة، وتكثر الحلوى والفواكه في بيت
المس
ر في عيد الأضحياختلف الفقهاء في هذه المسألة على ثلاثة أقوال مشهورة:
- أولها: أنه يكبر من صبح يوم عرفة إلى العصر من أخر أيام التشريق، وهذا
قول عمر وعلي وابن عباس وابن مسعود وجابر وعمار والزهري وكحول وسفيان وأحمد
وأبو ثور ،وحكى ابن قدامة إجماع الصحابة على ذلك، وذهب أبوحنيفة إلى أهن
يبدأ بعد صلاة الصبح إلى العصر من يوم النحر ،وذهب صاحباه إلى ما ذهب إليه
الصحابة والجمهور وعليه الفتوى في المذهب. المغني (2/246) والإنصاف
(2/410)و حاشية ابن عابدين (3/64) وفتح القدير 2/79) واللباب (1/118) والدر
المحتار (2/180)
- ثانيها: أنه يكبر من ظهر يوم النحر إلى صبح آخر أيام التشريق، وهذا
القول هو القول المشهور عند الشافعية ،وهو قول المالكية ،ومذهب عطاء.
المجموع (5/39) وروضة الطالبين (2/80) والمدونة (1/249) ،والفقه المالكي في
ثوبه الجديد (1/259)
- ثالثها: أنه يبدأ بصلاة الظهر من يوم عرفة وينتهي عند عصر يوم النحر، وهذا قول عند الأحناف. البدائع (1/195)
الترجيح: قال الحافظ: ولم يثبت في شيء من ذلك عن النبي حديث
وأصح ما ورد فيه عن الصحابة قول على وبن مسعود إنه من صبح يوم عرفة إلى آخر
أيام منى أخرجه بن المنذر وغيره والله أعلم. فتح الباري - ابن حجر (2/462) وقال النووي: واختارت طائفة محققي الأصحاب المتقدمين والمتأخرىن أنه يبدأ
من صبح يوم عرفة ويختم بعصر آخر التشريق.. واختاره ابن المنذر والبيهقي
وغيرهما من أئمة أصحابنا الجامعين بين الفقه والحديث وهو الذي اختاره.
المجموع (5 /34و35)، وقال : وقول أنه من صبح يوم عرفة إلى عصر آخر أيام
التشريق وهو الراجح عند جماعة من أصحابنا وعليه العمل..شرح النووي على مسلم
(6 / 180)، الأوسط لابن المنذر (4/303 9،و سنن البيهقي (5/101) وقال شيخ
الإسلام: أصح الأقوال في التكبير الذي عليه جمهور السلف والفقهاء من
الصحابة والأئمة أن يكبر من فجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق عقب كل صلاة
ويشرع لكل أحد أن يجهر بالتكبير عند الخروج إلى العيد وهذا باتفاق الأئمة
الأربعة. مجموع الفتاوى(24 /220) وقال ابن حزم: مسألة - والتكبير اثر كل
صلاة، وفى الأضحى، وفى أيام التشريق ويوم عرفة -: حسن كله، لان التكبير فعل
خير، وليس هاهنا اثر عن رسول الله بتخصيص الأيام المذكورة دون غيرها.
المحلى(5 / 91)551 وقال الحافظ: وأصح ما ورد فيه عن الصحابة قول على وبن
مسعود إنه من صبح يوم عرفة إلى آخر أيام منى أخرجه بن المنذر وغيره والله
أعلم. فتح الباري-ابن حجر(2 /462) وقال العثيمين: والصحيح في هذه المسألة:
أن التكبير المطلق في عيد الأضحى ينتهي بغروب الشمس من آخر يوم من أيام
التشريق، وعلى هذا فيكون فيه مطلق ومقيد من فجر يوم عرفة إلى غروب الشمس من
آخر يوم من أيام التشريق. الشرح
صيغ التكبيروأما عن صيغ التكبير، فالمأثور من التكبير (الله أكبر الله أكبر الله
أكبر، لا إله إلا الله. والله أكبر. الله أكبر. ولله الحمد) وهناك زيادة
وهي " الله أكبر كبيرا والحمدلله كثيرا وسبحان الله بكرة واصيلا, وصلى الله
على محمد وعلى أله وصحبه وسلٌم تسليماً كثيرا ".
وقد اعتاد المصريون صيغة في التكبير منذ زمن الشافعي،
وهي: "الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر
ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا والحمد لله كثيرًا وسبحان الله بكرة
وأصيلاً، لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب
وحده، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره
الكافرون، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وعلى أصحاب محمد وعلى أنصار محمد
وعلى أزواج محمد وعلى ذرية محمد وسلم تسليمًا كثيرًا". وقال عنها الشافعي: «وإن كبر على ما يكبر عليه الناس اليوم فحسن، وإن زاد تكبيرًا فحسن، وما زاد مع هذا من ذكر الله أحببتُه»
[1] وقت التكبيراختلف فقهاء السنة في تحديد وقت ابتداء التكبير على النحو التالي
[2]:
- الحنفية والحنابلة: يبدأ وقت التكبيرات بعد صلاة الفجر مباشرة من يوم عرفة 9 ذو الحجة، وينتهي بعد صلاة العصر من آخر أيام التشريق، 13 ذو الحجة، وعليه تكون التكبيرات خلال خمسة أيام.
- المالكية: يبدأ التكبير بعد صلاة الظهر من يوم عيد الأضحى، وينتهي بصلاة الفجر من اليوم الرابع 13 ذو الحجة.
- الشافعية: يبدأ وقت التكبيرات من فجر يوم عرفة 9 ذو الحجة وينتهي حتى غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق 13 ذو الحجة.
الغسلالغسل للعيد سنة مؤكدة عند المسلمين في حق الجميع الكبير، والصغير
الرجل، والمرأة على السواء. ويجوز الغسل للعيد قبل الفجر في الأصح على خلاف
غسل الجمعة. جاء في كتاب المغني لابن قدامة الحنبلي: يستحب أن يتطهر
بالغسل للعيد، وكان ابن عمر يغتسل يوم الفطر، روى ابن عباس، "أن رسول الله
كان يغتسل يوم الفطر والأضحى."
وروي أيضا أن النبي قال في جمعة من الجمع: "إن هذا يوم جعله الله عيداً
للمسلمين، فاغتسلوا، ومن كان عنده طيب فلا يضره أن يمس منه، وعليكم
بالسواك" رواه ابن ماجه في السنن. ويستحب أن يتنظف، ويلبس أحسن ما يجد، ويتطيب، ويتسوك.
صلاة العيد مقال تفصيلي :صلاة العيدين
من السنة أيضا يوم العيد أن يشارك المسلمون جميعاً في حضور صلاة العيد.
روت أم عطية: أمرنا رسول الله ـ ـ أن نخرج في الفطر والأضحى العواتق
والحيّض وذوات الخدور، فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير، ودعوة
المسلمين.
ويصف لنا جابر بن عبد الله صلاة العيد
مع الرسول فيقول: «شهدت مع رسول الله الصلاة يوم العيد فبدأ بالصلاة قبل
الخطبة بغير أذان ولا إقامة. ثم قام متوكأ على بلال. فأمر بتقوى الله. وحث
على طاعته ووعظ الناس وذكرهم ثم مضى حتى أتى النساء فوعظهن وذكرهن. فقال
"تصدقن فإن أكثركن حطب جهنم" فقامت امرأة من سطة النساء سفعاء الخدين
فقالت: لم يا رسول الله! قال "لأنكن تكثرن الشكاة وتكفرن العشير" قال:
فجعلن يتصدقن من حليهن يلقين في ثوب بلال من أقرطتهن وخواتمهن.»
[3]ويسن كذلك أن يذهب إلى صلاة العيد من طريق، ويعود إلى بيته من طريق آخر؛
لتكثر الخطوات، ويكثر من يشاهده فعن جابر—قال: "كان النبي إذا كان يوم عيد
خالف الطريق" رواه البخاري.
وصلاة العيد ركعتان، يكبر في الأولى سبعًا سوى تكبيرة الإحرام يرفع يديه
فيها، وفي الثانية خمسًا سوى تكبيرة القيام، وتجوز جماعة، وعلى انفراد،
ووقتها ما بين طلوع الشمس وزوالها. ويجهر بالقراءة فيهما، ويسن أن يقرأ
فيهما بعد الفاتحة بقاف والقمر، أوبسبح والغاشية. ويخطب الإمام بعدهما
خطبتين، يكبر ندبًا في افتتاح الخطبة الأولى تسعًا، ويكبر في افتتاح
الثانية سبعًا. أما حكم صلاة العيد فهي فرض كفاية، وقيل سنة مؤكدة.
لمين.