اعلام خاصة : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ الجنس : عدد المساهمات : 56607 تاريخ التسجيل : 16/10/2011 الموقع : الاسكندرية المزاج : مشغول
{وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ وَالْمَلآئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ * يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ*} السجــــود .. أقصى درجــات العبودية ، وأجــــل مظاهــر التذلل ، وأعذب مناظـــر الخشـــوع ، وأفضل أثواب الافتقار. انطراح للجبــــار ، وتذلل للقهــار . السجــــود .. بمظهره الخاشع ، ومنظره المخبت يثيــــر في النفس أن العظمة لله ، والكبرياء لله ، والقوة لله ، والملك لله ، فهو انحناء لعظمته ، وافتقار لجوده ، واستسلام لجلالــــه . وأعظــمـ ما في الصـــلاة السجود ، فالسجود عزة ورفعة .. وإذا أردت أن ترتفــــع عند الله فانخفض له ســــاجدا وإذا أحببت القرب من الله فمرغ أنفك بالتراب وألصق وجهك بالثرى ∞ قال صلى الله عليه وسلم : " عليك بكثرة السجود فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة ، وحط بها عنك خطيئة " وقال أيضا : " ما من عبد يسجد لله سجدة إلا كتب الله له بها حسنة ومحا عنه بها سيئة ورفع له بها درجة فاستكثروا من السجود " فما أروع السجــــود وما أجل منظره ، وأعجب هيئته ، الطــــريق إلى السمــــاء يبدأ من الأرض ، ومفتــــــــاح : باب القرب بالسجود على التراب والسجود لعظمته وجلاله لا يمحــى أثره ، ولا يزول مكانه حتى ولو دخل الإنسان النار ..!! يقول صلى الله عليه وسلم : " ...... حتى إذا أراد الله رحمة من أراد من أهل النار ، أمر الملائكة أن يخرجوا من كان يعبد الله فيخرجونهم ويعرفونهم بآثار السجود ،وحرم الله على النار أن تأكل أثر السجــــود ، فيخرجون من النار ، فكل ابن آدم تأكله النار إلا أثر السجود " رواه البخاري .. وقد وصف الله تعالى عبــــاده المؤمنين بقوله : " {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} فيــــا الله ما أروع منظر السجــــــود لمن يتدبــــــر بينما الإنســــان يأمر وينهي ، ويقول ويفعل ، ويصول ويجول ، إذا به منكبـــا على وجهه ، مفترشا الثرى ، ناثرا للدموع ، مظهرا للفقر ، معلنا بالذل ، معترفــــا بالنقص .. و كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى ، ويمــم وجهه لمولاه ، وكان يسجد في ظلمة الليل ، ويطيل السجود ويبكي حتى تبل دموعه الثرى ..