تامل في مرض ايوب "ع"
السلام عليكم
فيي خلسة من الغفلة التي تعتور الانسان وبتأمل ينفتح للذهن افاق التفكر والتدبر فقد يقف المرء سائلا عما يصيب صفوة خلقه من البلاء الجسدي الذي تصاب بها الناس وكان سؤالي :
هل ان ما يشعر به النبي من الام المرض الجسدي بنفس شعورنا بما يصيبنا من الامه ؟ام ان الامه لا عبرة لها امام انقطاعه لمحبوبه حتى انه لايشعر بمرض مسّه؟
جوابي في اول وهلة ان النبي لا بد ان يشعر باليم المرض كما نشعر به نحن وليس ذلك بمفزع له او مزلزل لعقيدة صبره كما هو حاصل في احوالنا اننا نصبر على المرض لا صبر الصابرين انما فرض على المتحملين اي اننا نتحمل المرض ولا نصبر عليه ولو كان لنا سبيل اخر غير تحمله لفزعنا اليه ولو لم يكن في ذلك السبيل رضا الخالق المهم :
اظن ان مثل ايوب "ع" من بلغ مقام النبوة لا يولي الامه الجسدية وامراضه البدنية شغل المريض بالمه ووجع المريض بسقمه لان لديه شغلا اخر يكسر به جبر المرض ويخفف عنه الام السقم حتى انه في المحن لا يفكر الا في رضا الخالق المعشوق فهو في غفلة من المرض لانه في يقظة القلب الذي يسلب منه شعور الالم ولا اظن ان يعد سنين المرض ان كانت في رضا المعشوق الخالق الا من نعم الله عليه انه عرفه بضعفه ومسكنته امام قوة الله واحتياجه اليه وهكذا يزدادون في كل يوم معرفة وعلما وايمانا حتى اذا التفت الى سقمه ومرضه توجه بلسان التضرع لله تعالى ان يكفيه كا قال ايوب "ع" رب اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين " فجاء الرد " فكشفنا ما به من ضر " لان الآخذ هو المعطي , ولأن الممرض هو الشافي فهكذا ايوب يتقلب بين اركان ملكوت الله سقيما وصحيحا مكروبا ملهوفا ومانوسا
فانتهي ان الام اولياء الله في ابدانهم واسقامهم لهي اخف وطاة واهون عليهم من حرمانهم لذة المناجاة بمعشوقهم