اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 138917 تاريخ التسجيل : 11/12/2010 الموقع : مصر أم الدنيا - اسكندرية المزاج : الحمد لله معتـــــــدل
موضوع: أنا البحر في أحشائه الدرّ كامنٌ الخميس 19 يناير 2017 - 3:59
العربية الفصحي : جمعُ شمل ، ووحدة قوم ، وعزة ومنعة . ** إذا سايرنا لغتنا الفصحي مُصْعدين معها في التاريخ نلاحظ أنها كانت دائماً رمز وحدة العرب وقوميتهم ، فهي العروة الوثقي والجامعة المثلي التي طالما ضمت قلوبهم ، فمضـْوا يشـُقـّون طريقهم إلي تحقيق أمانيـّهم السياسية والاجتماعية متعاونين متآزرين ، لايهـِنون ولا يضعفون ، بل ينفـُذون كاللـّهب المستعر إلي ما يريدون . وجاء القرآن الكريم والإسلام دعماً قوياً. إذ أخذت تفرض هذه اللغة سلطانها في بيئات جديدة متفرقة من أقطار العالم ، ولم تمض حقب طويلة حتي غدت لغة الشعوب من أواسط آسيا إلي جبال البرانس في شمال اسبانيا ، ولم تستطع لغة من هذه لغات هذه البيئات أن تثبت أمامها. وقد يكون من أسباب ذلك أنها كانت لغة القرآن الكريم ، وقد يكون من أسبابه قوتها وجمالها الفني. وأياً كان فإنها أصبحت لغة قومية لأمم وشعوب مختلفة ومتباينة في أجناسها وأصل نشأتها ، ولكنها تأتلف وتتحد في عروبتها ، فهي جميعاً تنضوي تحت لوائها وتعـُبّ من قرآنها وشعرها وبيانها ، وتعيش لها وبها ، وتحيي فيها حياتها المعنوية : الأدبية والعقلية ، وهي ما تزال إلي اليوم لغة شعوب الشرق العربي من الخليج إلي المحيط الأطلسي ، تتوهج جذوتها وترسل ضوءها وشررها إلي كل مكان . وقد ألمـّت بها خطوبٌ كثيرة ولكنها وقفت في طريقها كالصخرة في مجري السيل. بل تطورت أطواراً كثيرةً بحكم ما التقت به من ثقافات ، فحولت إليها وصبت فيها ثقافات الفرس واليونان والهند ومصر واسبانيا اللاتينية ، فوسعتها جميعا وتمثلتها تمثلا منقطع النظير ، وكأنما أصبحت نهراً كبيرا تتدافع إليه جداول شتي من الفكر والمعرفة ، وهو لا ينحرف ولا يغير وجهته ، بل يجري غزيرا زاخرا متدفقا مقتحما كل ما يصادفه من حواجز وسدود بين الأمم والشعوب . ولقد وحـّدت اللغة العربية بين هذه الشعوب والأمم ، فإذا هي جميعها عالم عربي واحد مهما تدانت أو تباعدت ، ومهما شرّقت أو غرّبت . فقد أقبل علي هذه اللغة الفصحي الأدباء من كل قطر عربي ينتجون فيها شعرهم ونثرهم .