اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 18119 تاريخ التسجيل : 15/11/2011 الموقع : المحلة - مصر المحروسة العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى المزاج : متوفي //
موضوع: ليكون حجك مبرورا(الاستعداد للرحة المقدسة) الأربعاء 17 أكتوبر 2012 - 0:07
ليكون حجك مبرورا
عليك بالسكينة والرفق وعدم المزاحمة والأذى ** س1\كيف يستعد الحاج لرحتة الى الأراضى المقدسة لتأدية شعائر الحج؟
ج1\ج مع بدء توافد الحجاج علي الأراضي المقدسة لتأدية مناسك وشعائر الحج، حدد علماء الإسلام مجموعة من الاستعدادات الشرعية والروحية التي ينبغي علي الحجيج أن يأخذوها في الاعتبار قبل بدء رحلة الحج.. وأجمع العلماء علي ضرورة أن يبدأ الحاج رحلة الحج بالتوبة إلي الله تعالي، ورد المظالم والحقوق إلي أهلها، وتخير الصحبة الصالحة، والإقلاع عن المعاصي، والتفقه في أحكام الحج، واستشعار حقيقة فريضة الحج وغاياتها .وأكدوا أن الحج فريضة إسلامية جليلة، تتطلب أن يستعد لها الحاج بتهيئة نفسه للحج بعدة أمور تعينه علي أداء المناسك والشعائر علي الوجه المشروع، وتجعل حجه مبروراً، ولعل أبرزها إصلاح ما بينه وبين الله "عزوجل"، وفتح صفحة جديدة معه عزوجل، وأن تكون نيته صادقة صافية في قصد العبادة إلي الله تعالي، وليس رياء أو مفاخرة.< < في البداية تؤكد د.إلهام شاهين استاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر أن لفريضة الحج فضائل عظيمة وثمرات كثيرة، مستشهدة بما رواه أبو هريرة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم حينما قال : »مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ«، من ثم فإن المسلم إذا عزم علي الحج فإن عليه أن يعتني بحجه عناية تامة سواء كان ذلك قبل توجهه إلي الاراضي المقدسة، أو أثناء تأدية المناسك والشعائر، أو بعد العودة من رحلة الحج . وتشدد د.إلهام شاهين علي ضرورة أن تبدأ استعدادات الحاج لرحلة الحج بالتوبة إلي الله عز وجل توبة نصوحا، وذلك بالإقلاع عن المعاصي، وبالندم والاستغفار، والعزم علي عدم العودة إلي الذنوب والمعاصي، لاسيما كبائرها التي لا يغفرها الله إلا بالتوبة مثل أكل الحرام وشربه، والظلم والرشوة، وموالاة الكافرين والمنافقين، ومصاحبة المفسدين، والغيبة والنميمة وعقوق الوالدين وقطيعة الرحم، وغير ذلك من المعاصي. وتقول د. إلهام شاهين: وإلي جانب التوبة إلي الله عز وجل، هناك استعدادات أخري يجب أن يأخذها الحاج في اعتباره حتي يكون حجه مبرورا منها رد المظالم والحقوق إلي أهلها، والتحلل ممن له حق أو وقع عليه خطأ، وأن يقرأ عن أحكام الحج والسفر، وأن يتخير الصحبة الصالحة في السفر الذين يعينونه علي طاعة الله عز وجل، ويحثونه علي فعل الخير، ويحذرونه من فعل السيئات واقتراف المنكرات، مصداقا لقول النبي صلي الله عليه وسلم: »لاَ تُصَاحِبْ إِلاَّ مُؤْمِنًا وَلاَ يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلاَّ تَقِي«، بالاضافة إلي التزود بالمال الكافي لكي يكثر من النفقة فإن الأجر في الحج علي قدر النفقة، وفي هذا يقول الله تعالي: "وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَي وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ" . قبل رحلة الحج أما اثناء الحج، فتحدد د.إلهام شاهين بعض القواعد العامة التي ينبغي أن يعرفها الحاج قبل أن تبدأ رحلة الحج، ومن ثم يعمل علي الأخذ بها أثناء تأدية مناسك وشعائر الحج أبرزها أن يلتزم بتوحيد الله عز وجل، ونبذ الشرك ومظاهره من دعاء غير الله عز وجل والاستغاثة بسواه، وفي هذا يقول عز وجل : »إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدِ افْتَرَي إِثْمًا عَظِيمًا«، هذا فضلا عن ضرورة أن يلتزم الحاج في حجه بسنة رسول الله »صلي الله عليه وسلم« ويدع البدع المحدثات، من التعدي في الإحرام، والتنطع والغلو في المناسك، وأن يقتدي في مناسك حجه بهدي النبي صلي الله عليه وسلم، فعن جابر رضي الله عنه قال: رأيت النبي صلي الله عليه وسلم يرمي علي راحلته يوم النحر، ويقول: »لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ فَإِنِّي لاَ أَدْرِي لَعَلِّي لاَ أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتِي هَذِهِ«. ومن ناحية أخري يقول د.حامد أبوطالب العميد الأسبق لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر : قبل أن يبدأ الحاج رحلته يجب عليه أن يفتح صفحة جديدة مع الله تعالي، وذلك بأن يتخلص من الذنوب والآثام التي كان عليها في الماضي بإعلان التوبة لله تعالي، وبأن يخلص النية لله تعالي حتي تكون نية صادقة صافية في قصد العبادة إلي الله تعالي، وليس رياء أو مفاخرة . ويشدد د. أبوطالب علي ضرورة أن يستشعر الحاج قبل بدء رحلة الحج حقيقة فريضة الحج وغاياتها، حيث أن إدراك العبد لحقيقة الحج وغاياته، والحكم والأسرار التي شرعت من أجلها يهيئه ليكون حجه مبرورا، فهذا الأمر بمثابة الخشوع في الصلاة، فمن كان فيها أكثر خشوعا كانت صلاته أكثر قبولاً، وكذلك الحج كلما استوعب المرء حقيقته، وروحه، والحكم والغايات التي شرع من أجلها، واتخذ ذلك وسيلة لتصحيح عقيدته وسلوكه كان حجه أكثر قبولاً وأعظم أجراً واستفادة، ولن يتمكن أحد من ذلك ما لم يقم بتهيئة نفسه قبل بدء رحلة الحج بحيث يستغرق في التأمل والبحث عن أسرار الحج وحكمه . ومن الاستعدادات الأخري التي يراها د.أبوطالب ضرورية لكل حاج، ويشدد علي ضرورة الأخذ بها أن يطلب لحجه مالاً حلالاً، فإن الله عز وجل لا يقبل إلا طيبا وفي هذا يقول الله تعالي: »وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ« وكذلك الاستعانة بالله تعالي وطلب توفيقه، وإظهار الافتقار إليه، والخوف منه، والرجاء فيه، إذ إنه مع أهمية الاستعداد المادي للحج إلا أنه لا يجوز للمرء الركون إلي الوسائل المادية وحدها، وإلي جانب هذا ينبغي علي الحاج أن يتحلل من الحقوق والودائع التي لديه، وقضاء الديون أو استئذان من عُرِف عنه من أصحابها حرص وشدة طلب وإعداد العبد النفقة الكافية لمن يعول إلي وقت رجوعه، ووصيته لهم خيراً، واستخلاف من يقوم بشئونهم، وذلك حتي يكون همه متجهاً لأداء النسك. إستعدادات أخري وينصح د.أبو طالب المسلم أثناء حجه بأن يترك الرفث والفسوق والجدال في الحج لقول الله تعالي: »الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَي وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَاب«، وأن يلزم المسلم السكينة والرفق بالناس، فلا يزاحم ولا يؤذي أحداً، كما كان هو حال النبي صلي الله عليه وسلم في حجه ملتزماً السكينة والرفق وكان ينادي في الناس: أيها الناس السكينة السكينة«، هذا فضلا عن كثرة الدعاء والتضرع والإكثار من الإنفاق في سبيل الله عز وجل في الحج وإعانة الناس . تهيئة النفس وبرؤية أخري يؤكد د.يوسف قاسم الاستاذ بجامعة الأزهر أن الحج فريضة إسلامية جليلة تتطلب من يؤديها أن يستعد لها بتهيئة نفسه للحج، مشيرا إلي أن هناك عدة أمور تعينه علي أداء المناسك والشعائر علي الوجه المشروع، وتجعل حجه مبروراً، ولعل أبرز الجوانب التي ينبغي أن يستعد بها المرء للحج إصلاح ما بينه وبين الله عزوجل بالتوبة النصوح بشروطها المعروفة وأن تكون نفقته من الحلال، لأن النفقة الحرام من موانع الإجابة، فقد قال الطبراني: إذا خرج الرجل حاجا بنفقة طيبة ووضع رجله في الغرز فنادي: لبيك اللهم لبيك، ناداه من السماء: لبيك وسعديك، زادك حلال، وراحلتك حلال، وحجك مبرور، وإذا خرج بالنفقة الخبيثة فوضع رجله في الغرز فنادي: لبيك، ناداه مناٍد من السماء: لا لبيك ولا سعديك، زادك حرام، ونفقتك حرام، وحجك غير مبرور. وينصح د. قاسم الحاج قبل أن يتوجه إلي الاراضي المقدسة بأن يتفقه في أحكام مناسك الحج وآدابه، والتعرف علي أحكام السفر، من حيث القصر، والجمع، والتيمم، والمسح علي الخفين، مصداقا لقوله صلي الله عليه وسلم: »من يرد الله به خيراً يفقه في الدين«، ومما يعين العبد علي ذلك التزود بما يحتاج إليه من كتب أهل العلم وأشرطتهم، ومصاحبة أهل العلم بالمناسك، وأهل المعرفة بأماكن وأوقات الشعائر.