قيل لاحد الحكماء "بأى شيء يعرف وفاء الرجل دون تجربة واختبار؟ قال بحنينه إلى وطنه وتلهّفه على ما مضى من زمانه" وقيل لأعرابى "أتشتاق إلى وطنك؟ فقال: كيف لا أشتاق إلى رمله فقد كنت حنين ركامه، ورضيع غمامه" ونعرف قيمة الأوطان عند فراقها فمن شدة تعلق محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكةقال يناجيها فى حديث مؤثر حزين "والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أنى أخرجت منك ما خرجت". وقال عمر بن الخطاب "لولا حب الوطن لخرب بلد السوء" والحكيم أفلاطون يقول "نحن لم نولد من أجل أنفسنا بل من أجل وطننا" وعلى هذا المسار يقول "هايل" "الانسان ملك وطنه، كما هو ملك أمه فحب الوطن يبتدئ من حب الأسرة" ويحصر "فولتير" الوطن الحر بالمواطنين الأحرار "لا وجود لوطن حر إلا بمواطنين أحرار" أما "لافونتان" فله رأى فى حسن خدمة الوطن بقوله "من يحسن خدمة وطنه يستغنى عن النسب" و المثل الحبشى يقول "الوطن قبل الروح لأنه مقرّ راحتك" ولهذا نجد "روبرت ج.انغرسول" يقيس مدى حب الانسان لوطنه بقوله "إن من يكافح ليجعل وطنه أفضل يحب وطنه أفضل من سواه" ويقابل هذا قول "اللورد بايرون" "إن من لا يحب وطنه لا يمكن أن يحب شيئا" ومن هنا كان قول "دنييل ومستر" "ليكن هدفنا وطننا بأسره، ولا شيء غير الوطن" و هناك مقولة انكليزية تقول "وطنى سواء أكان على حق أم على خطإ فإنه يبقى وطني". (المقولة دى مهمة لينا جدا كمصريين ) فلماذا نحب وطننا؟ ومن هو الوطنى الحقيقى؟ أجابت عن ذلك الأمثال والحكم اللاتينية فقالت "نحب وطننا لا لأنه عظيم.. بل لأنه لنا" و"الوطن للمواطنين أمّ مشتركة" و"ليس لأحد أن يتنصل من وطنه أو يتخلى عنه". وجاء فى خطبة لخطيب إغريقى قديم قال فيها "إن الوطن قد يدعوك إلى بذل دمك دفاعا عنه، وتستجيب، والناس تسمى هذه الاستجابة بالتضحية الكبرى، ولكن هناك تضحية يطلبها منك الوطن أصعب منالا، تلك تربية النفس وتنمية كل المواهب التى هى فيك، كل عزيزة كل كفاية، كل مقدرة ليلا ونهارا، صيفا وشتاء، من عام لعام حتى تبلغ من المعرفة والخبرة فى أدب أو فن أو علم أو سياسة، أو دين، تلك المنزلة التى تؤهلك لتعطى لأهلك، أهل بلدك، خير ما يعطيه الشخص النابه من عمل جليل أو حكم سديد.إن بذل دمك فى سبيل وطنك،ألم ساعة ولكن تحضير نفسك يحتاج إلى مشقة تبذلها فى العشرات من السنين لتكون أهلا لخدمة وطنك فى جلائل الأمور". ويحذو "زكى المهندس" هذا الحذو بقوله "إن الوطنية الحقة ليست شيئا آخر سوى التضحية ونكران الذات فى سبيل الجماعة، إنها التضحية بالغايات الشخصية والمطامع الذاتية لخير الآخرين، فالرجل الذى يربح ثروته على حساب الفقراء واليتامى والأرامل والرجل الذى يحاول أن يرقى على أنقاض هدم الآخرين كل أولئك أنانيون بعيدون عن الوطنية، ولكن "الوطني" حقا هو الذى يغنى وطنه ويسعد قومه، هو الذى يسعى فى اخلاص ونزاهة إلى فتح أبواب الفرص أمام قومه، هو الذى يصبح فى المجتمع الذى يعيش فيه أذنا للأصم ولسانا للأبكم، وعينا للكفيف،يأخذ بيدهم ويدافع عن صوالحهم". وفى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "أبلغوا حاجة من لا يستطيع إبلاغ حاجته، فمن أبلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع إبلاغها ثبّت الله تعالى قدميه على الصراط يوم القيامة" رواه الطبراني. وفى حديث ابن المبارك "إذا أردت أن تفعل أمرا فتدبر عاقبته فإن كان خيرا فأمضه وإن كان شرا فانته" وفى حديث "من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدثهم فلم يكذبهم فهو ممن كملت مروءته وظهرت عد الله ووجبت أخوته" وفى حديث عمرو بن مرة "ما من إمام أو وال يغلق بابه دون ذوى الحاجة والخلة والمسكنة إلا أغلق الله أبواب السماء دون خلته وحاجته ومسكنته". وفى حديث أبى هريرة "عليك بالبر فإن صاحب البر يعجبه أن يكون الناس بخير وفى خصب" وعن على بن أبى طالب "رأس العقل بعد الدين التودد إلى الناس واصطناع الخير إلى كل بر وفاجر" وعن جابر "خير الناس أنفعهم للناس" وعن ابن عمر "الخير كثير وقليل فاعله" ندعو الله أن يكثر من المصلحين الخيّرين لوطننا ولهذا يجب علينا ان بدأ التحسين من انفسنالتتحسن بلادنا ويتحسن ولاة امورنا فكما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم " كيفما تكونوا يولى عليكم " ولا نصدق كل من يدعى الوطنية لان البعض يستخدمها لمصالح شخصية والبعض الاخر يستخدمها للفساد وحجته هى حماية الوطن فكما قال اوسكار وايلد "الوطنية هى فضيلة الفاسدين" ارجو التثبيت
موضوع: *يــعـنــى ايــه كــلــمــة وطـــــن* 
الإثنين 9 يناير 2017 - 17:50
