اعلام خاصة : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ الجنس : عدد المساهمات : 56607 تاريخ التسجيل : 16/10/2011 الموقع : الاسكندرية المزاج : مشغول
موضوع: اكتبوا الصلاة والتسليم كاملة ولا تختصروها ... الثلاثاء 27 ديسمبر 2016 - 11:00
من الملفت للنظر أن كثيرا من المسلمين بمن فيهم بعض علماء ودعاة وفقهاء ... على مختلف المذاهب ، يكتبون مقالات طويلة وعريضة ربما تصل إلى آلاف الكلمات ، وربما تكون ذات طابع إسلامي أو ديني بحت ، ورغم ذلك يتغاضون عن كتابة الصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكلية ، فيذكرون اسمه صلى الله عليه وسلم - أو صفته - مجردا ، أو يختصرونها برمز اخترعوه يضعوه بين قوسين هو حرف الـ ( ص ) ، أو يجمعون أوائل حروفها في كلمة واحدة شاذة وسمجة هي ( صلعم ) ، مما أراه بخلا وتقليلا لشأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجهلا أيضا بفضل الصلاة والتسليم عليه وفقا لأمر الله تعالى ( إن الله وملائكته يُصلّون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلَّوا عليه وسلِّموا تسليماً ) .ولما كان هذا الأمر أصبح ظاهرة ومنتتشرا بين صفوف الكثيرين من المثقفين والمفكرين ممن نتثقف على أقلامهم ونتلقى عنهم العلم ، فقد رأيت أن أفرد له موضوعا مستقلا ، أتمنى على الإدارة أن تعممه أو تثبته لأهميته وتتمة للفائدة ، وفتحا كذلك لباب النقاش فيه لعلي أكون مخطئا أو لنسمع وجهة النظر الأخرى . وأذكر بداية ببعض فضائل الصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلم « من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا » ( صحيح مسلم ) . وقال " البخيل من ذكرت عنده ثم لم يصل علي " ( مسند الإمام أحمد ) . وقال " من نسي الصلاة علي خطئ طريق الجنة " ( صحيح ابن ماجه ) . وأخرج أحمد في مسنده والترمذي في سننه والحاكم في مستدركه أن أبي بن كعب قال : يا رسول الله ، إني أكثر الصلاة فكم أجعل لك من صلاتي ؟ قال " ما شئت " ، قال: الربع ؟ قال " ما شئت ، وإن زدت فهو خير " قال : النصف ؟ قال " ما شئت ، وإن زدت فهو خير " قال : أجعل لك صلاتي كلها ؟ قال " إذن تكفى همك ، ويغفر لك ذنبك " ( قال الترمذي حسن صحيح ) . وعدد ابن قيم الجوزية في كتابه القيم ( جلاء الأفهام في فضل الصلاة على خير الأنام ) حوالي تسع وثلاثين فائدة للصلاة والتسليم على الرسول ، منها :- امتثال أمر الله سبحانه وتعالى ، موافقته سبحانه وموافقة ملائكته في الصلاة عليه ، يرفع للمصلي عشر درجات ، ويكتب له عشر حسنات ، و يمحى عنه عشر سيئات ، هي سبب لشفاعته صلى الله عليه وسلم ، وسبب لغفران الذنوب ولقضاء الحوائج ، وسبب للنجاة من أهوال يوم القيامة ، وسبب لطيب المجلس ، وتنفي عن العبد صفتي البخل والجفاء ، زكاة للمصلي وطهارة له ، تنجي من نتن المجلس ، سبب لنيل رحمة الله له ... وغير ذلك كثير . أما بشأن موضوع كتابة الصلاة والتسليم : قال السيوطي رحمه الله تعالى في كتابه ( تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي ) :- " ويكره الاقتصار على الصلاة أو التسليم هنا ، وفي كل موضع شرعت في الصلاة ... إلى أن قال : ويكره الرمز إليها في الكتابة بحرف أو حرفين ، كمن يكتب (صلعم) بل يكتبهما بكمالهما " ، وفي موضع آخر قال " وينبغي أن يحافظ على كتابة الصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يسأم من تكراره ، ومن أغفله حرم حظا عظيما " أهـ وقال السخاوي رحمه الله تعالى في كتابه ( فتح المغيث في شرح ألفية الحديث ) للعراقي ما نصه :- " واجتنب أيها الكاتب ( الرمز لها ) أي الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطك ، بأن تقتصر منها على حرفين ونحو ذلك ، فتكون منقوصة صورة كما يفعله الجهلة من أبناء العجم غالبا ، وعوام الطلبة ، فيكتبون بدلا من صلى الله عليه وسلم (ص) أو (صم) أو (صلعم) ، فذلك لما فيه من نقص الأجر لنقص الكتاب خلاف الأولى ) أهـ . وقال ابن الصلاح في كتابه ( علوم الحديث ) المعروف بـ ( مقدمة ابن الصلاح (في النوع الخامس والعشرين من كتابة الحديث وكيفية ضبط الكتاب وتقييده ، ما نصه : (التاسع ) " أن يحافظ على كتابة الصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذكره ، ولا يسأم من تكرير ذلك عند تكرره ، فإن ذلك من أكبر الفوائد التي يتعجلها طلبة الحديث وكتبته ، ومن أغفل ذلك فقد حرم حظا عظيما ... إلى أن قال : ثم ليتجنب في إثباتها نقصين : أحدهما : أن يكتبها منقوصة صورة رامزا إليها بحرفين ، الثاني: أن يكتبها منقوصة معنى بألا يكتب وسلم " أهـ ونقل الإمام البيهقي في شعب الإيمان عن الـحـلـيمـي رحمهما الله تعالى أنه قال :- " معلوم أن حقوقَ رسولِ الله صلى الله عليه أجل وأعظم وأكرم وألزم لنا ، وأوجب علينا من حقوقِ الساداتِ على مماليكهم ، والآباءِ على أولادِهم ؛ لأن الله تعالى أنقذنا به من النار في الآخرة ، وعصمَ به لنا أرواحنا وأبدائنا وأعراضنا وأموالنا وأهلينا في العاجلة وهدانا به .. ثم إنه جل ثناؤه ألزمنا طاعته ، وتوعدنا على معصيته بالنار ، ووعدنا باتباعه الجنة ، فأي رتـبـة تضاهي هذه الرتبة ؟ وأيـة درجة تساوي في العلى هذه الدرجة ؟ فحق علينا إذا أن نحبه ونجله ونعظمَه ... وبمثل هذا نطق الكتاب ووردت أوامر الله عز وجل " َالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " ، وقال الله عز وجل" لا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضـاً ... " عقب المحقق " ومن جعل دعاء الرسول كدعاء بعضنا بعضا أن يذكر اسمه كما يذكر اسم غيره دون صلاة ولا تسليم " معظم ما ذكر عن فتوى لابن باز .
الموقع
موضوع: اكتبوا الصلاة والتسليم كاملة ولا تختصروها ... 
الثلاثاء 27 ديسمبر 2016 - 11:00
