اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 138917 تاريخ التسجيل : 11/12/2010 الموقع : مصر أم الدنيا - اسكندرية المزاج : الحمد لله معتـــــــدل
موضوع: يا رب... الأحد 25 ديسمبر 2016 - 4:14
صرختي الأولى كانت إليك، وندائي الأول، ونغنغتي، ومناجاتي. أحببتك قبل أن أخافك، وكلما سمعت اسمك صرت أثرى بحبك. ذات مساء مسحت أمي على رأسي وقالت: يا ولدي الطريق إليه طويل انتبه أن تتوقف، ثم أشارت إلى الأعلى، ومنذ ذلك الوقت وأنا أحاول الصعود إليك، وكلما اقتربت إليك وجدتك أقرب إلى قلبي وأبعد من خيالي. في المرض كنت الصاحب، في الخوف كنت الأنيس، في السفر، في الوحدة، في مواجهة الصعاب، في الفرح والحزن كنت المعية. يأتي اسمك مجلجلا على لسان أحدهم فأخافك، وضعوا الحواجز دونك، السدود والحفر، وعندما أفيق من تلك الوحشة يأتي نداؤك الأجمل (يا عبدي) وأجيبك (يا رب). يأتي اليقين بعد الشك، يأتي منثالا بجمال ما وأوجدته وأبدعته في أعماق المحيطات يأتي التضرع باسمك. في ألم الأمهات ، وعجز الأسئلة، ومرارة الفقد يأتي النداء باسمك. في وهن الجسد وضياع الروح وقسوة الخسارة يأتي التبتل إليك. يا رب كنت معي في ظلمة الرحم، في طفولتي وأحلامي، في تفصايلي الصغيرة. كنت معي في مواجهة الحياة، في الإخفاق والنجاح، في الانطلاق والنهاية، أمام ألسنة جارحة، وخلف مخالب الظلام. يا رب.. وأنت الجميل الذي خلقتني جميلا، وأردت لي أن أكون كما خلقتني، أبقني على فطرتك بعيدا عن تشويه ذاتي. يا رب.. وكل نفس يقربني إليك، وكل صباح أستفتح فيه باسمك، امنحني القوة ألا تتعثر خطاي في مسيري إليك، وألا أقوى على ظلم أحد من خلقك. يا رب.. منحتني عينين ولسانا وشفتين، اهدني أن لا تنشغل هذه الجوارح بغيرك عنك. يا رب.. أعطني حرية بقدر عبوديتي لك، ويقينا بقدر توكلي عليك، واجعل ما بيني وبينك مسافة حب.. وقربها. منطرحا أمام بابك الكبير.. اصرخ في الظلام أستجير.. يا راعي النمال في الرمال.. وسامع الحصاة في قرارة الغدير.