اعلام خاصة : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ الجنس : عدد المساهمات : 56607 تاريخ التسجيل : 16/10/2011 الموقع : الاسكندرية المزاج : مشغول
موضوع: لماذا بكت ابنة حاتم الأصم ؟ الأحد 27 نوفمبر 2016 - 8:32
حاتم الأصم من كبار الصالحين ، حنّ قلبه للحج في سنة من السنوات ولا يمتلك نفقة الحج ، ولايجوز سفره بل لا يجب الحج دون أن يضع نفقة الأبناء دون أن يرضوا فلما أقبل الموعد رأته ابنته حزينا باكيا وكان في البنت صلاح.. فقالت له : ما يبكيك يا أبتاه؟ قال : الحج أقبل. قالت : ومالك لا تحج؟ فقال : النفقة. قالت : يرزقك الله. قال : ونفقتكم؟ قالت : يرزقنا الله. قال : لكن الأمر إلى أمك. ذهبت البنت لتذكر أمها.. وفي النهاية قالت له الأم والأبناء : اذهب إلى الحج وسيرزقنا الله. فترك لهم نفقة 3 أيام ، وذهب هو إلى الحج وليس معه ما يكفيه من المال ، فكان يمشي خلف القافلة ، وفي أول الطريق لسعت عقرب رئيس القافلة ، فسألوا من يقرأ عليه ويداويه ، فوجدوا حاتم ، فقرأ عليه فعافاه الله من ساعته. فقال رئيس القافلة : نفقة الذهاب والإياب عليّ. فقال : اللهم هذا تدبيرك لي فأرني تدبيرك لأهل بيتي. مرت الأيام الثلاثة ، وانتهت النفقة عند الأبناء ، وبدأ الجوع يقرص عليهم ، فبدؤوا بلوم البنت ، والبنت تضحك! فقالوا : ما يضحكك والجوع يوشك أن يقضي علينا؟! فقالت : أبونا هذا رزاق أم آكل رزق؟ فقالوا : آكل رزق ؛ وإنما الرزاق هو الله. فقالت : ذهب آكل الرزق وبقي الرزاق. وهي تكلمهم وإذا بالباب يقرع ، فقالوا : من بالباب؟ فقال الطارق : إن أمير المؤمنين يستسقيكم. فملأت القربة بالماء ، وشرب الخليفة فوجد حلاوة بالماء لم يعهدها! فقال : من أين أتيتم بالماء؟ قالوا : من بيت حاتم. فقال : نادوه لأجازيه فقالوا : هو في الحج. فخلع أمير المؤمنين منطقه-وهي حزام من القماش الفاخر المرصع بالجواهر- ، وقال : هذه لهم. ثم قال : من كان له عليّ يد-بمعنى«من يحبني»- فخلع كل الوزراء والتجار منطقهم لهم ، فتكومت المناطق فاشتراها أحد التجار بمال ملأ البيت ذهباً يكفيهم حتى الموت ، وأعاد المناطق إليهم . فاشتروا الطعام وهم يضحكون فبكت البنت! فقالت لها الأم : أمرك عجيب يا ابنتي ؛ كنا نبكي من الجوع وأنت تضحكين ، أما وقد فرج الله علينا فمالك تبكين؟! قالت البنت : هذا المخلوق الذي لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا «الخليفة» نظر إلينا نظرة عطف أغنتنا إلى الموت ، فكيف بمالك الملك! إنها الثقة بالله . إنها الثقة بالرزاق ذو القوة المتين. إنها قوة الإيمان وقوة التوكل على الله .فسبحان الله أين نحن من ذلك . حين اختارك الله لطريق هدايته ليس لأنك مميز أو لطاعةٍ منك ، بل هي رحمة منه شملتك ، قد ينزعها منك في أي لحظة، لذلك لا تغتر بعملك ولا بعبادتك ولا تنظر باستصغار لمن ضل عن سبيله فلولا رحمة الله بك لكنت مكانه.