اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 33190 تاريخ التسجيل : 10/02/2014
موضوع: مشيئة الله لاتتغير .. الجمعة 18 نوفمبر 2016 - 1:29
يعتقد البعض بأنّ الدعاء يردّ القضاء و هذا غير صحيح لأنّ قولهم هذا يؤدي إلى القول بأنّ مشيئة الله تتغير وتغيّر المشيئة دليل الحدوث لأنه لو كان يحدث في الله صفة لم تكن له في الأزل لاحتاج لمن يخصصه بها والمحتاج لا يكون إلهاً ومما يدل على أنّ الدعاء لا يردّ القضاء الحديث الذي رواه مسلم وأوّله: "سألت ربي ثلاثاً فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة". فلو كان الدعاء يردّ القضاء لكان ردّ بدعاء سيدنا محمد صلى اللهعليه وسلم الذي هو أشرف وأفضل خلق الله. فلمّا يدعو الإنسان ربّه ويتحقق دعاؤه وذلك لأنّ الله شاء تحقق دعائه وإن لم يتحقق فلأنّ الله ما شاء حصوله ويكون له الأجر والثواب بدعائه هذا. وورد في الحديث الذي رواه ابن حبان في صحيحه أنّ الله قال لمحمد صلى الله عليه وسلم: "يا محمد إنّي إذا قضيب قضاءً فإنّه لا يرد"، وأما قوله تعالى: {ادعوني استجب لكم} فمعناه اعبدوني أثبكم. وقوله تعالى: { وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ} معناه عبادتهم فاسدة. وأما قوله صلى الله عليه وسلم الذي رواه الترمذي "ولا يرد القدر شىء إلا الدعاء " وقول ابن عباس الذي رواه البيهقي: "لا ينفع الحذر من القدر ولكنّ الله عزّ وجلّ يمحو بالدعاء ما شاء من القدر" فليس فيه دليل على أنّ الدعاء يغير مشيئة الله إنما المراد بهالقدر المعلق بمعنى أنه كب في صحف الملائكة فلان أن برّ والديه يكون عمره مثلا مائة وإن لم يبرّ والديه يكون عمره ستون أو إن تصدق فلان بكذا أو إن وصل رحمه يكون عمره مائة وإن لم يفعل فعمره ستون وما أشبه ذلك فهذا الشىء الذي يحصل لهذا العبد يقال له القضاء المعلق لأنه كتب في صحف الملائكة على وجه التعليق لأنّ هذا التعليق أخذوه من اللوح المحفوظ. أما الله تبارك وتعالى فهو عالم في الأزل بأن فلانا يفعل كذا ويكون له كذا وشاء له ذلك.