كان هناك أمرأة أرملة ...لم يكن لها معين إلا الله وحده ثم نفسها ... لتعيل أطفالها كانت تقدم لهم الحب والعطف والأمان....... وكانت صابرة مؤمنة مما جعلها تصبح قوية .عندما حل الليل وبينما هم نيام , اشتدت الرياح وزادت الأمطار وكان بيتهم ضعيف الأساس ومن كثرة قلق ألام على أطفالها بقيت مستيقظة ... تحضن أطفالها بقربها ليحصلوا جميعا على اكبر قدر ممكن من الدفئ.... وللحظة قامت ألام وأحضرت ورقة صغيرة وكتبت فيها بضع كلمات ... ومن ثم وضعتها في شق الحائط ...وأخفتها عن ناظر أطفالها ... في تلك الأثناء لم تكن تعلم ألام بان إحدى أطفالها كان يراها وهي تضع شيء ما بالحائط ! مرت الأيام تعقبها السنوات... تغير الحال فكبر الأطفال وأصبحوا رجال .. فقد كانوا متعلمين مثقفين ..مما جعلهم يتركون بيتهم الصغير ليسكنوا بيتا في المدينة ما إن لبثت أمهم سنه واحدة بينهم .. حتى توفاها الله وبعد انتهاء ثلاثة أيام للعزاء ... اجتمع أبنائها وفي لحظة ذهب كل منهم بذكرياته عن أمه وفجأة تذكر أخاهم الأكبر أن أمه قد وضعت شيئا ما في حائط منزلهم القديم ....! فاخبر أخوته فهرعوا مسرعين إلى ذلك البيت وعندما وصلوا نظر الابن إلى الحائط والتقط الحجر الذي يغلق فتحة الشق وعندها وجد ورقة بالداخل فسحبها ... وإذا بالبيت يهتز بقوة .... فخاف أبناء المرأة من أن يسقط البيت عليهم فابتعدوا بسرعة إلى جهة أخرى .. فوقع البيت ...وعندها حل الصمت بين الإخوة للحظات .... وعلى وجههم الاستغراب والذهول ... كيف بذلك يحدث ....؟! قال أحد الأبناء هل الورقة معك يا أخي ؟ إجابة : نعم قالوا له بصوت مرتفع افتحها افتحها ...!!! وعندما فتحها .....إليكم ما كتبته المراة في داخلها فلم تكن تحتوي إلا بضع كلمات ..وهي ..( أصمد بإذن رَبك ) ياه ما أعظم تلك العبارة وما أروع تلك المرأة وما اصدق إيمانها ... عندها ترحم الأبناء على أمهم وعرفوا آخر درس قد علمتهم اياة بعد وفاتها وهو أن يثقوا بالله حق ثقة وان يكون لديهم ثقة كبيرة بان الله تعالى يسير أمورهم لما فيه خير لهم اشراقة: الثقة بالله أمر عظيم غفلنا عنه كثيراً .. فما أحوجنا اليوم إلى هذه الثقة ..لنعيد بها توازن الحياة المنهار..
لاحظوا : قال تعالى :“ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه فلبث فيهم ألف سنةٍ … إلا خمسين عاماً” (سورة العنكبوت) آية 14 كان من الممكن أن يقول رب العزة: ألف عام... أو تسعمائة وخمسون عاماً..! فلماذا بالتحديد: "ألف سنة إلا خمسين عاما"؟؟ - أن لفظ سنة : تطلق على الأيام الشديدة الصعبة ..!! عندما قال تعآلى : “تزرعون سبع سنين” (سورة يوسف) ايه 47 - ولفظ عام : يطلق على الأيام السهلة أيام الرخاء والنعيم قال تعآلى :“ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس” (سورة يوسف) أية 49 - وبذلك يكون سيدنا نوح قد لبث ألف سنة شقاء إلا خمسين عاما ..!! - لذا من الأفضل أن نقول: “كل عام وانت بخير” و ليس كما يقال: ” كل سنة و انت طيب” من أراد ان يتعلم فـ ليقرأ القرآن ويتدبر معانيه اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا..