المصـــــــــــراوية
المصـــــــــــراوية

المصـــــــــــراوية

 
الرئيسيةاليوميةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  شعراويات...موضوع متجدد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المصراوية
Admin
Admin
المصراوية


اعلام خاصة :
الجنس : انثى عدد المساهمات : 138917
تاريخ التسجيل : 11/12/2010
الموقع الموقع : مصر أم الدنيا - اسكندرية
المزاج : الحمد لله معتـــــــدل

 شعراويات...موضوع متجدد Empty
مُساهمةموضوع: شعراويات...موضوع متجدد    شعراويات...موضوع متجدد I_icon_minitimeالجمعة 11 نوفمبر 2016 - 3:09

 شعراويات...موضوع متجدد Images?q=tbn:ANd9GcQj8zIGRXnvh7KrF_Jru-rINyi9nqgOvqAnzdTaC3GLxWVb6S3r




 شعراويات...موضوع متجدد ZRxSoHnKpR7Je3UFv9zbpiRFah89j4MBiDhaLTqqKwHrN07bm5P22CatdFkk8AgqliM=w300?v=1

فضيلة الشيخ
هو أعلم علماء العصر الحديث
فهو لم يعتمد على تفسير القرآن بأخذ بظاهر النص..وإنما منحه الله
القدرة على الغوص فى معانى النص ليستخلص لنا معانى كنا نجهلها

واعتمد فضيلته على التسلح بالعلم الحديث
فتلقى أساسيات علم الفلك والطبيعة والطب وغيرها على يد علماء الفلك
 والطبيعة والطب وغيرهم حتى يتسنى له تفسير القران الكريم تفسيرا
 يتمشى مع منطق العلم الحديث

لذلك يعتبر الشيخ رحمه الله نموذجا فريدا فيختلف كثيراً عن الدعاة
التقليديين
وحظى الشيخ بشعبية وشهرة كبيرة على مستوى مصر والعالم
العربى والاسلا مى

ولانه دوما الشجرة المثمرة تقذف بالطوب فقد تعرض الشيخ لحملة مسعورة
 من الحاقدين عليه

ووصل الامر لبعض من ناصبه العداء أنه عاداه لكون الشيخ محباً
لآل البيت
وكأن آل البيت سبة
وحب آل البيت عند الشيخ كان منبعه حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم
 وليس كما نرى من بعض المذاهب وبعض الطرق التى أساءت لآل البيت

رحم الله شيخنا رحمة واسعة وجمعنا وأياه فى الفردوس الاعلى من الجنة
وكل الشكر لأخى أحمد الهاشمى الذى اشار على بفكرة كتابعض من خواطر
 الشيخ حول تفسير بعض آيات من سور القران الكريم

نبذه مختصره عن حياة الشيخ الشعراوي
مولده وتعليمه
ولد فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي
في 5 أبريل عام 1911 م
بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية
وحفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره.
في عام 1926 م
التحق الشيخ الشعراوي بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهري
وأظهر نبوغاً منذ الصغر في حفظه للشعر والمأثور من القول والحكم،
ثم حصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية سنة 1923م
ودخل المعهد الثانوي، وزاد اهتمامه بالشعر والأدب،
و حظى بمكانة خاصة بين زملائه،
فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة،
ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق،
كان معه في ذلك الوقت الدكتور محمد عبد المنعم خفاجى
والشاعر طاهر أبو فاشا ، والأستاذ خالد محمد خالد
والدكتور أحمد هيكل ، والدكتور حسن جاد
وكانوا يعرضون عليه ما يكتبون.
وكانت نقطة التحول في حياة الشيخ الشعراوي
عندما أراد له والده إلحاقه بالأزهر الشريف بالقاهرة،
وكان الشيخ الشعراوي يود أن يبقى مع إخوته لزراعة الأرض
ولكن إصرار الوالد دفعه لاصطحابه إلى القاهرة،
ودفع المصروفات وتجهيز المكان للسكن.
فما كان من الشيخ إلا أن اشترط على والده
أن يشتري له كميات من أمهات الكتب
في التراث واللغة وعلوم القرآن والتفاسير
وكتب الحديث النبوي الشريف،
كنوع من التعجيز حتى يرضى والده بعودته إلى القرية.
لكن والده فطن إلى تلك الحيلة،
واشترى له كل ما طلب قائلاً له:
أنا أعلم يا بني أن جميع هذه الكتب ليست مقررة عليك،
ولكني آثرت شراءها لتزويدك بها كي تنهل من العلم.
فما كان أمام الشيخ إلا أن يطيع والده،
ويتحدى رغبته في العودة إلى القرية،
فأخذ يغترف من العلم ، ويلتهم منه كل ما تقع عليه عيناه.
والتحق الشعراوي بكلية اللغة العربية سنة 1937م،
وانشغل بالحركة الوطنية والحركة الأزهرية،
فثورة سنة 1919م اندلعت من الأزهر الشريف،
ومن الأزهر خرجت المنشورات
التي تعبر عن سخط المصريين ضد الإنجليز المحتلين.
ولم يكن معهد الزقازيق بعيدًا عن قلعة الأزهر الشامخة في القاهرة،
فكان الشيخ يزحف هو وزملائه إلى ساحات الأزهر وأروقته،
ويلقى بالخطب
مما عرضه للاعتقال أكثر من مرة،
وكان وقتها رئيسًا لاتحاد الطلبة سنة 1934م.
الجوائز التي حصل عليها
منح الإمام الشعراوي وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى
بمناسبة بلوغه سن التقاعد في 15/4/1976 م
وذلك قبل تعيينه وزيرًا للأوقاف وشئون الأزهر.
ومنح وسام الجمهورية من الطبقة الأولى
عام 1983م وعام 1988م،
ووسام في يوم الدعاة.
حصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب
من جامعتي المنصورة والمنوفية.
اختارته رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة
عضوًا بالهيئة التأسيسية لمؤتمر الإعجاز العلمي
في القرآن الكريم والسنة النبوية، الذي تنظمه الرابطة،
وعهدت إليه بترشيح من يراهم من المحكمين
في مختلف التخصصات الشرعية والعلمية،
لتقويم الأبحاث الواردة إلى المؤتمر.
أعدت حوله عدة رسائل جامعية منها
رسالة ماجستير عنه بجامعة المنيا ـ كلية التربية ـ قسم أصول التربية
وقد تناولت الرسالة الاستفادة من الآراء التربوية
لفضيلة الشيخ الشعراوي
في تطوير أساليب التربية المعاصرة في مصر.
جعلته محافظة الدقهلية شخصية المهرجان الثقافي لعام 1989م
الذي تعقده كل عام لتكريم أحد أبنائها البارزين،
وأعلنت المحافظة عن مسابقة لنيل جوائز تقديرية وتشجيعية،
عن حياته وأعماله ودوره في الدعوة الإسلامية
محليًا، ودوليًا، ورصدت لها جوائز مالية ضخمة.
مؤلفات الشيخ الشعراوي
للشيخ الشعراوي عدد من المؤلفات،
قام عدد من محبيه بجمعها وإعدادها للنشر
وأشهر هذه المؤلفات وأعظمها
تفسير الشعراوي للقرآن الكريم
ومن هذه المؤلفات:
الإسراء والمعراج.
أسرار بسم الله الرحمن الرحيم.
الإسلام والفكر المعاصر.
الإسلام والمرأة، عقيدة ومنهج.
الشورى والتشريع في الإسلام.
الصلاة وأركان الإسلام.
الطريق إلى الله.
الفتاوى.
لبيك اللهم لبيك.
100 سؤال وجواب في الفقه الإسلامي.
المرأة كما أرادها الله.
معجزة القرآن.
من فيض القرآن.
نظرات في القرآن.
على مائدة الفكر الإسلامي.
القضاء والقدر.
هذا هو الإسلام.
المنتخب في تفسير القرآن الكريم.
قالوا عن الشيخ الشعراوي
فقد العلماء بالموت خسارة إنسانية كبرى،
إن الناس يحسون عندئذ أن ضوءا مشعا قد خبا،
وأن نورا يهديهم قد احتجب،
ولقد كان هذا شيئا قريبا من إحساسنا
بموت الشيخ محمد متولي الشعراوي
رحمه الله تبارك وتعالى
فرحمة الله على شيخنا الجليل
فاللهم ارحم امواتنا واموات المسلمين
رحمة واسعة تليق بجلال وجهك
وبعظيم سلطانك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المصراوية
Admin
Admin
المصراوية


اعلام خاصة :
الجنس : انثى عدد المساهمات : 138917
تاريخ التسجيل : 11/12/2010
الموقع الموقع : مصر أم الدنيا - اسكندرية
المزاج : الحمد لله معتـــــــدل

 شعراويات...موضوع متجدد Empty
مُساهمةموضوع: رد: شعراويات...موضوع متجدد    شعراويات...موضوع متجدد I_icon_minitimeالجمعة 11 نوفمبر 2016 - 3:16




 شعراويات...موضوع متجدد Images?q=tbn:ANd9GcThyuoVBG2NkPiG_uNmhCART5WE4N_ZLJ_u9fjmWKSxR4PGsEGK

 وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ ۖ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ
قال الشيخ العلامة الشعراوي رحمه الله:
{ وَجَعَلُواْ للَّهِ شُرَكَآءَ ٱلْجِنَّ }. ومن العجيب - إذن - أنهم جعلوا لله شركاء، مع أن الله هو الذي خلق العابد
 والمعبود،
 والتعجيب من أمرين اثنين: أن يجعلوا شركاء لله من الجن أو من الملائكة، والعجيبة الأخرى أنه
{ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ } وما معنى خرقوا له؟ معناها أنهم اختلقوا؛ لأن الخرق إيجاد
 فجوة في الشيء المستوى على قانون السلامة، ولذلك قال في السفينة:
{ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا }
بَلْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ ٱلْجِنَّ أَكْـثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ
وكيف كانوا يعبدون الجن؟ إنهم كانوا يطيعونهم فيما يأمرونهم به وينهونهم عنه؛ لأن العبادة هي الطاعة،
 وأنت أيها العباد لا تقترح العبادة بل تنظر فيما طلب منك أن تتقرب به إلى المعبود، إذن " افعل ولا تفعل "
 هي الأصل.{ وَجَعَلُواْ للَّهِ شُرَكَآءَ ٱلْجِنَّ } ولماذا جاءوا لله بشركاء؟ لماذا لم يعبدوهم وحدهم ويستبعدوا الله
 من العبادة؟ لأن وجود شريك دليل على الاعتراف بالله أيضاً فلماذا جعلوا له شركاء؟ ولماذا لم يلحدوا
 وينكروا ويكفروا بالله وتنتهي المسألة؟ لا. لم يفعلوا ذلك؛ لأنهم رأوا أن الشركاء ليس لهم مطلوبات تعبدية
 وحين عبدوها - مثلاً - لم تقل لهم " افعلوا " و " لا تفعلوا " وليس هنام منهج لاتباعه، لكن أحداثاً فوق
 أسبابهم ولا يستطيعون لها دفعاً قد تحدث فلمن يجأرون؟ أللآهة التي يعتقدون كذبها وبهتانها وأنها لا تنفع
 ولا تضر؟ لذلك احتفظوا باعترافهم بالله ليلجأوا إليه فيما لا يقدرون على دفعه لا هم ولا من اتخذوهم شركاء،
 ولذلك يقول الحق:
{ وَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَانَ ٱلضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَآئِماً فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَآ إِلَىٰ ضُرٍّ مَّسَّهُ }




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المصراوية
Admin
Admin
المصراوية


اعلام خاصة :
الجنس : انثى عدد المساهمات : 138917
تاريخ التسجيل : 11/12/2010
الموقع الموقع : مصر أم الدنيا - اسكندرية
المزاج : الحمد لله معتـــــــدل

 شعراويات...موضوع متجدد Empty
مُساهمةموضوع: رد: شعراويات...موضوع متجدد    شعراويات...موضوع متجدد I_icon_minitimeالجمعة 11 نوفمبر 2016 - 3:21



خطبة يوم عرفة لفضيلة الشيخ * *
محمد متولى الشعراوى** ج 1


 شعراويات...موضوع متجدد Hqdefault







الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المصراوية
Admin
Admin
المصراوية


اعلام خاصة :
الجنس : انثى عدد المساهمات : 138917
تاريخ التسجيل : 11/12/2010
الموقع الموقع : مصر أم الدنيا - اسكندرية
المزاج : الحمد لله معتـــــــدل

 شعراويات...موضوع متجدد Empty
مُساهمةموضوع: رد: شعراويات...موضوع متجدد    شعراويات...موضوع متجدد I_icon_minitimeالجمعة 11 نوفمبر 2016 - 3:22



خطبة يوم عرفة لفضيلة الشيخ * *
 محمد متولى الشعراوى** ج 2




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المصراوية
Admin
Admin
المصراوية


اعلام خاصة :
الجنس : انثى عدد المساهمات : 138917
تاريخ التسجيل : 11/12/2010
الموقع الموقع : مصر أم الدنيا - اسكندرية
المزاج : الحمد لله معتـــــــدل

 شعراويات...موضوع متجدد Empty
مُساهمةموضوع: رد: شعراويات...موضوع متجدد    شعراويات...موضوع متجدد I_icon_minitimeالجمعة 11 نوفمبر 2016 - 3:27


فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى
خطبة يوم عرفة 1396هجريه


 شعراويات...موضوع متجدد 3f98images





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المصراوية
Admin
Admin
المصراوية


اعلام خاصة :
الجنس : انثى عدد المساهمات : 138917
تاريخ التسجيل : 11/12/2010
الموقع الموقع : مصر أم الدنيا - اسكندرية
المزاج : الحمد لله معتـــــــدل

 شعراويات...موضوع متجدد Empty
مُساهمةموضوع: رد: شعراويات...موضوع متجدد    شعراويات...موضوع متجدد I_icon_minitimeالجمعة 11 نوفمبر 2016 - 3:29



خطبة يوم عرفة لفضيلة الشيخ * *
 محمد متولى الشعراوى** ج 2


 شعراويات...موضوع متجدد 3f98images


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المصراوية
Admin
Admin
المصراوية


اعلام خاصة :
الجنس : انثى عدد المساهمات : 138917
تاريخ التسجيل : 11/12/2010
الموقع الموقع : مصر أم الدنيا - اسكندرية
المزاج : الحمد لله معتـــــــدل

 شعراويات...موضوع متجدد Empty
مُساهمةموضوع: رد: شعراويات...موضوع متجدد    شعراويات...موضوع متجدد I_icon_minitimeالجمعة 11 نوفمبر 2016 - 3:47



 شعراويات...موضوع متجدد A45eimages

قصة الصراع الإسلامي اليهودي حتى النهاية (خاطرة من أعظم خواطر الشيخ الشعراوي)
 الفرق بين عبيد وعباد
يقول الشيخ العلامة الشعراوي رحمه الله
ولكي نستكمل حَلَّ ما أشكل في هذه المسألة لا بُدَّ لنا أن نعلم أن منطقة الاختيار هذه لا تكون إلا في الدنيا في دار التكليف؛
 لأنها محل الاختيار، وفيها نستطيع أن نُمَيِّز بين العباد الذين انصاعوا لربهم وخرجوا عن مرادهم لمراده سبحانه، وبين
 العبيد الذين تمرَّدوا واختاروا غير مراد الله عز وجل في الاختياريات، أما في القهريات فلا يستطيعون الخروج عنها.
فإذا جاءت الآخرة فلا محلَّ للاختيار والتكليف، فالجميع مقهور لله تعالى، ولا مجالَ فيها للتقسيم السابق، بل الجميع
عبيد وعباد في الوقت ذاته.إذن: نستطيع أن نقول: إن الكل عباد في الآخرة، وليس الكل عباداً في الدنيا.
 وعلى هذا نستطيع فهم معنى (عباد) في الآيتين
ومن ذلك قوله تعالى:
{ وَعِبَادُ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَىٰ ٱلأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُواْ سَلاَماً *
 وَالَّذِينَ يِبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً * وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً *
 إِنَّهَا سَآءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً * وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُرُواْ وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً }
[الفرقان: 63-67]

إلى آخر ما ذكرت الآيات من صفات المؤمنين الصادقين، فأطلق عليهم " عباد الرحمن ".
دليل آخر في قول الحق سبحانه في نقاشه لإبليس:
{ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ.. }
[الحجر: 42]
والمراد هنا المؤمنون.. وقد قال إبليس:
{ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ ٱلْمُخْلَصِينَ }
ومن ثم رأي مولانا الشيخ الشعراوي معنى قول الله تعالى عن اليهود في سورة الإسراء
"فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا"
رأي أن الإفسادتين كانتا في حضن الإسلام؛ لأن كلمة { عِبَاداً } لا تطلق إلا على المؤمنين، وليس كما ظن
 بعض العلماء أن الإفسادة الأولى كانت جالوت الذي قتله طالوت، والإفسادة الثانية كانت بختنصر فهما كافران
وأكد الشيخ الشعراوي رايه فقال
وقوله: { وَعْدُ }. والوعد كذلك لا يكون بشيء مضى، وإنما بشيء مستقبل. و { أُولاهُمَا } أي: الإفساد الأول
"ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا"
الخطاب في هذه الآية مُوجَّه لبني إسرائيل، والآية تمثل نقطة تحوُّل وانقلاب للأوضاع، فبعد أن تحدثنا عنه من
 غلبة المسلمين، وأن الله سلّطهم لتأديب بني إسرائيل، نرى هنا أن هذا الوضع لم يستمر؛ لأن المسلمين تخلَّوْا
 عن منهج الله الذي ارتفعوا به، وتَنصَّلوا من كَوْنهم عباداً لله، فدارت عليهم الدائرة، وتسلّط عليهم اليهود،
 وتبادلوا الدور معهم؛ لأن اليهود أفاقوا لأنفسهم بعد أن أدبهم رسول الله والمسلمون في المدينة، فأخذوا
ينظرون في حالهم وما وقعوا فيه من مخالفات.
"إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا
دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا
"
لن تظل لهم الغَلبة، ولن تدوم لهم الكرّة على المسلمين، بدليل قول الحق سبحانه وتعالى: { فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ ٱلآخِرَةِ.. }
[الإسراء: 7]
أي: إذا جاء وقت الإفسادة الثانية لهم، وقد سبق أنْ قال الحق سبحانه عنهم:
{ لَتُفْسِدُنَّ فِي ٱلأَرْضِ مَرَّتَيْنِ.. }
[الإسراء: 4]
وبينّا الإفساد الأول حينما نقضوا عهدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة.
وفي الآية بشارة لنا أننا سنعود إلى سالف عهدنا، وستكون لنا يقظة وصَحْوة نعود بها إلى منهج الله وإلى طريقه
 المستقيم، وعندها ستكون لنا الغَلبة والقوة، وستعود لنا الكَرَّة على اليهود.
وقوله تعالى: { لِيَسُوءُواْ وُجُوهَكُمْ.. } [الإسراء: 7]
أي: نُلحق بهم من الأذى ما يظهر أثره على وجوههم؛ لأن الوجه هو السِّمة المعبرة عن نوازع النفس الإنسانية،
 وعليه تبدو الانفعالات والمشاعر، وهو أشرف ما في المرء، وإساءته أبلغ أنواع الإساءة.
وقوله تعالى: { وَلِيَدْخُلُواْ ٱلْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ.. } [الإسراء: 7] أي: أن المسلمين سيدخلون المسجد
 الأقصى وسينقذونه من أيدي اليهود.

{ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ.. } [الإسراء: 7]

المتأمل في هذه العبارة يجد أن دخولَ المسلمين للمسجد الأقصى أول مرة كان في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي
الله عنه، ولم يكن الأقصى وقتها في أيدي اليهود، بل كان في أيدي الرومان المسيحيين.
فدخوله الأول لم يكُنْ إساءةً لليهود، وإنما كان إساءة للمسيحيين، لكن هذه المرة سيكون دخول الأقصى، وهو في حوزة
 اليهود، وسيكون من ضمن الإساءة لوجوههم أن ندخل عليهم المسجد الأقصى، ونُطهِّره من رِجْسهم.
ونلحظ كذلك في قوله تعالى: { كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ.. } [الإسراء: 7] أن القرآن لم يقُلْ ذلك إلا إذا كان بين الدخولين
 خروج.
إذن: فخروجنا الآن من المسجد الأقصى تصديق لِنُبوءَة القرآن، وكأن الحق سبحانه يريد أنْ يلفتنا: إنْ أردتُمْ أنْ تدخلوا
 المسجد الأقصى مرة أخرى، فعودوا إلى منهج ربكم وتصالحوا معه.وقوله تعالى: { فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ ٱلآخِرَةِ.. }
[الإسراء: 7]
كلمة الآخرة تدلُّ على أنها المرة التي لن تتكرر، ولكن يكون لليهود غَلَبة بعدها.
وقوله تعالى: { وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً.. } [الإسراء: 7]
يتبروا: أي: يُهلكوا ويُدمِّروا، ويُخرِّبوا ما أقامه اليهود وما بنَوْهُ وشيَّدوه من مظاهر الحضارة التي نشاهدها الآن عندهم.

لكن نلاحظ أن القرآن لم يقُلْ: ما علوتُم، إنما قال { مَا عَلَوْاْ } ليدل على أن ما أقاموه وما شيدوه ليس بذاتهم، وإنما
بمساعدة من وراءهم من أتباعهم وأنصارهم، فاليهود بذاتهم ضعفاء، لا تقوم لهم قائمة، وهذا واضح في قَوْل الحق
 سبحانه عنهم:
{ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوۤاْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ ٱلنَّاسِ.. }
[آل عمران: 112]
فهم أذلاء أينما وُجدوا، ليس لهم ذاتية إلا بعهد يعيشون في ظِلِّه، كما كانوا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في
 المدينة، أو عهد من الناس الذين يدافعون عنهم ويُعاونونهم.
واليهود قوم منعزلون لهم ذاتية وهُويّة لا تذوب في غيرهم من الأمم، ولا ينخرطون في البلاد التي يعيشون فيها؛ لذلك
نجد لهم في كل بلد يعيشون به حارة تسمى " حارة اليهود " ، ولم يكن لهم ميْلٌ للبناء والتشييد؛ لأنهم كما قال تعالى عنهم:
{ وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي ٱلأَرْضِ أُمَماً.. }
[الأعراف: 168]
كل جماعة منهم في أمة تعيش عيشة انعزالية، أما الآن، وبعد أنْ أصبح لهم وطن قومي في فلسطين على حَدِّ
زعمهم، فنراهم يميلون للبناء والتعمير والتشييد.
ونحن الآن ننتظر وَعْد الله سبحانه، ونعيش على أمل أن تنصلح أحوالنا، ونعود إلى ساحة ربنا، وعندها سينجز لنا
ما وعدنا من دخول المسجد الأقصى، وتكون لنا الكرّة الأخيرة عليهم، سيتحقق لنا هذا عندما ندخل معهم معركة
على أسس إسلامية وإيمانية، لا على عروبة وعصبية سياسية، لتعود لنا صِفَة العباد، ونكون أَهْلاً لِنُصْرة الله تعالى:
إذن: طالما أن الحق سبحانه قال: { فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ ٱلآخِرَةِ.. } [الإسراء: 7]
فهو وَعْد آتٍ لا شَكَّ فيه، بدليل أن هذه العبارة جاءت بنصِّها في آخر السورة في قوله تعالى:
{ وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ٱسْكُنُواْ ٱلأَرْضَ فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ ٱلآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً }
[الإسراء: 104]
والمتأمل لهذه الآية يجد بها بشارة بتحقُّق وَعْد الله، ويجد أن ما يحدث الآن من تجميع لليهود في أرض فلسطين
 آية مُُرادة لله تعالى.
ومعنى الآية أننا قُلْنا لبني إسرائيل من بعد موسى:
اسكنوا الأرض وإذا قال لك واحد: اسكُنْ فلا بُدَّ أن يُحدد لك مكاناً من الأرض تسكن فيه فيقول لك: اسكن بورسعيد..
 اسكن القاهرة.. اسكن الأردن.
أما أن يقول لك: اسكن الأرض!! فمعنى هذا أن الله تعالى أراد لهم أنْ يظلُّوا مبعثرين في جميع الأنحاء، مُفرِّقين في
 كل البلاد، كما قال عنهم:
{ وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي ٱلأَرْضِ أُمَماً.. }
[الأعراف: 168]
فتجدهم منعزلين عن الناس منبوذين بينهم، كثيراً ما تُثار بسببهم المشاكل، فيشكو الناس منهم ويقتلونهم،
وقد قال تعالى:
{ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ }
[الأعراف: 167]
وهكذا سيظل اليهود خميرة عكننة ونكَدٍ بين سكان الأرض إلى يوم القيامة، وهذه الخميرة هي في نفس الوقت عنصر
 إثارة وإهاجة للإيمان والخير؛ لأن الإسلام لا يلتفت إليه أهله إلا حين يُهَاج الإسلام، فساعة أنْ يُهَاجَ تتحرك
النزعة الإيمانية وتتنبّه في الناس.
إذن: فوجود اليهود كعنصر إثارة له حكمة، وهي إثارة الحيوية الإيمانية في النفوس، فلو لم تُثَر الحيوية الإيمانية لَبهتَ الإسلام.
وهذه هي رسالة الكفر ورسالة الباطل، فلوجودهما حكمة؛ لأن الكفر الذي يشقي الناس به يُلفِت الناس إلى الإيمان، فلا يروْنَ
راحة لهم إلا في الإيمان بالله، ولو لم يكُنْ الكفر الذي يؤذي الناس ويُقلق حياتهم ما التفتوا إلى الإيمان.
وكذلك الباطل في الكون بعض الناس ويُزعجهم، فيلتفتون إلى الحق ويبحثون عنه.
وبعد أن أسكنهم الله الأرض وبعثرهم فيها، أهاج قلوب أتباعهم من جنود الباطل، فأوحَوْا إليهم بفكرة الوطن القومي
وزيَّنُوا لهم أولى خطوات نهايتهم، فكان أن اختاروا لهم فلسطين ليتخذوا منها وطناً يتجمعون فيه من شتى البلاد.
وقد يرى البعض أن في قيام دولة إسرائيل وتجمّع اليهود بها نكاية في الإسلام والمسلمين، ولكن الحقيقة غير هذا،
 فالحق سبحانه وتعالى حين يريد أن نضربهم الضربة الإيمانية من جنود موصوفين بأنهم:
{ عِبَاداً لَّنَآ.. }
[الإسراء: 5]
يلفتنا إلى أن هذه الضربة لا تكون وهم مُفرّقون مُبعْثرون في كل أنحاء العالم، فلن نحارب في العالم كله، ولن نرسل
 عليهم كتيبة إلى كل بلد لهم فيها حارة أو حي، فكيف لنا أن نتتبعهم وهم مبعثرون، في كل بلد شِرْذمة منهم؟
إذن: ففكرة التجمُّع والوطن القومي التي نادى بها بلفور وأيَّدتْها الدول الكبرى المساندة لليهود والمعادية للإسلام، هذه
 الفكرة في الحقيقة تمثل خدمة لقضية الإسلام، وتُسهِّل علينا تتبعهم وتُمكّننا من القضاء عليهم؛ لذلك يقول تعالى:
{ فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ ٱلآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً }
[الإسراء: 104]
أي: أتينا بكم جميعاً، نضمُّ بعضكم إلى بعض، فهذه إذن بُشرى لنا معشر المسلمين بأن الكَرَّة ستعود لنا، وأن الغلبة
ستكون في النهاية للإسلام والمسلمين، وليس بيننا وبين هذا الوعد إلا أن نعود إلى الله، ونتجه إليه كما قال سبحانه:
{ فَلَوْلاۤ إِذْ جَآءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ }
[الأنعام: 43]
والمراد بقوله هنا: { وَعْدُ ٱلآخِرَةِ.. } [الإسراء: 7]
هو الوعد الذي قال الله عنه: { فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ ٱلآخِرَةِ لِيَسُوءُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ ٱلْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ.. }
 [الإسراء: 7]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شعراويات...موضوع متجدد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المصـــــــــــراوية :: المنتديات الدينية :: المنتدى الاسلامي العام-
انتقل الى: