اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 138917 تاريخ التسجيل : 11/12/2010 الموقع : مصر أم الدنيا - اسكندرية المزاج : الحمد لله معتـــــــدل
موضوع: رابعة العدوية.. الجمعة 11 نوفمبر 2016 - 2:54
من أرشيف الموسوعة الإسلامية رابعة العدوية عازفة الناي التي عزفت عن الدنيا ادركت وحدة الوجود كما لم يكد يدركها فلاسفة الإسلام أخرجت التصوف من الدنيا والآخرة إلي ذات الله وحده تصوف رابعة كان هروبا من قسوة الدنيا إن السيوف البتارة تتحمل النار حتي تغدو في يد بطل . وكذلك كانت رابعة العدوية التي اكتوت حياتها الأولي بجحيم العبودية البشرية . فانطلقت من هذا الجحيم ثائرة حرة لتدخل في الملكوت الإلهي مخلصة متفانية ، فقد تحررت من ظلم الإنسان وأبت أن يكون لأي امرئٍ عليها سلطان ، ومن أجل هذه الحرية التي آثرتها زهدت في الدنيا وزينتها ، فكان تصوفها هروبا منها ومن تكاليفها . ولم تكن رابعة كغيرها من المتصوفات والمتصوفين ، فقد أوتيت سريرة أنقي ومعرفة أوسع . نشـــأتها : كوخ والدٍ في البصرة فقير وأما نشأة هذه العربية المتصوفة فكانت في البصرة العراقية إبان تألقها في مستهل العصر الثاني للهجرة . إذ كانت موئلا للفقهاء في الدين واللغة كما كانت مجمعا للمجون والترف . وقد حرم البؤس رابعة حنان الأبوين والشقيقات الثلاث حتي رماها الضيم والهوان في بيت بائع الرقيق ، فكانت تشقي نهارها بخدمته ، وتسعد ليلا بصلاتها والخلو إلي نفسها ، داعية خالقها أن ينقذها مما هي فيه . راســـبوتين وتصوف رابعة ومن عجب أن يأخذ بعض المتصوقين برأي راسبوتين في تصوف رابعة وكأن التبتل والعبادة والتقوي لا تتحقق إلا بعد زللٍ وخطايا ، فزعموا بأن رابعة كانت من المستهترات والبغايا ، ثم عافت هذه الحياة الدنيئة لترقي إلي الحياة المثلي . آثرت وجه الله وحده أثرت رابعة وجه الله وحبه لذاته ، دون أن يكون لها من وراء ذلك أي مطمع في ثواب أو خوف من عقاب ، فشقت في فلسفة التصوف طريقا تفانت في سلوكه والتصعيد فيه . ولم يكن في حكمة الأمم منذ سقراط من استطاع أن ينفذ من خلال الروح الإنسانية الشفافة إلي مراقي التجلي مثل رابعة العدوية التي صفا للإله حبها .