اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 138917 تاريخ التسجيل : 11/12/2010 الموقع : مصر أم الدنيا - اسكندرية المزاج : الحمد لله معتـــــــدل
موضوع: الأستغفار الدائم الخميس 10 نوفمبر 2016 - 2:15
يروى أن الإمام أحمد بن حنبل خرج ذات يوم من مدينته قاصداً إحدى القرى المجاورة التي تبعد عن مدينته مسيرة يوم كامل ، وذلك طلباً للعلم فلم يصل إلى تلك القرية إلا وأعياه التعب ، فقد ظل يسير على قدميه منذ الفجر وحتى دخل القرية في وقت صلاة العشاء ، فدخل المسجد و صلى العشاء مع الجماعة وبعد أن انقضت الصلاة لم يشعر بنفسه من شدة التعب فغط في سبات عميق ولم يبق في المسجد سوى الإمام أحمد ، وعندما شاهده حارس المسجد حاول إيقاظه و إخراجه من المسجد و لكنه لم يشعر به وقد كان الإمام نحيل الجسم ضعيف البنية فجره و أخرجه من المسجد وضعه على عتبة أمام بيت خباز تلك القرية . كانت القرية صغيرة فبيت الخباز و السوق بجوار المسجد ، خرج الخباز من بيته ففوجئ بشخص أمام بيته ، فعلم أنه غريب عن القرية ولاحظ علامات التعب و الإرهاق بادية على وجهه فأدخله إلى بيته ليؤدي واجب الضيافة ، في هذه الأثناء استيقظ الإمام أحمد من نومه وسلم على الرجل ، بعدها انطلق الخباز ليضيفه ، فأخذ يعجن و يخبز ولم يفتر لسانه عن الاستغفار ، والإمام أحمد ينظر إليه بتعجب وبعد أن انتهى من عمله أحضر الخبز له ، وقبل أن يأكل الإمام قال للخباز " أراك طوال عملك تستغفر بلا فتور، فهل وجدت ثمرة للاستغفار جعلتك تداوم عليه ؟ " ، فقال الخباز: " منذ أن لازمت الاستغفار و أنا لم أدع الله دعوة إلا و استجابها لي إلا دعوة واحدة أدعو الله بها دائماً و لم تتحقق لي إلى الآن " ، فقال الإمام: " أخبرني بها حتى أدعو أن يحققها الله لك " ، فقال الخباز: " إني أدعو الله أن يجمعني بالإمام أحمد بن حنبل حتى أستفيد من علمه قبل أن أموت وقد كانوا يسمعون عن الإمام أحمد و عن علمه ، و لكن لقلة وسائل الاتصال في ذلك الزمن لم يلتقوا به – في هذه اللحظة بكى الإمام أحمد و قال للخباز: " والله لقد جُررت إليك جرا " .. فسبحان الله ، الذي لم يضيع عمل ذلك الخباز و حقق له ما أراد .. فيا من أصابتكِ الهموم ، و تكالبت عليكِ الغموم ، و ضاقت عليكِ الأرض بما رحبت .. يا من غرقتِ في المعاصي و شغلتكِ بالدنيا عن الدين .. يا من دعوتِ الله مرارا ، و لم يُستجب لك ، و أوشكتِ أن تقنطي من رحمته سبحانه .. يا من شكوت همكِ لمن لا يملك لكِ ضراً ولا نفعا يا من أرهقتكِ هموم العمل و ضغوط الدراسة .. هلا .. أفقتِ من سباتك ، و استغفرتِ الغفور الرحيم .. أما علمتِ أن لكِ رباً كريماً لا يبخل يقول في محكم كتابه ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا و يمددكم بأموال و بنين و يجعل لكم جنات و يجعل لكم أنهارا) و يقول الرسول صلى الله عليه و سلم: ( من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا و من كل هم فرجا و رزقه من حيث لا يحتسب ) رواه أبو داود أستغفر الله العظيم لي و لوالدي و للمسلمين و المسلمات و المؤمنين و المؤمنات ، الأحياء منهم و الأموات .. أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم و أتوب إليه .. أستغفر الله و أتوب إليه .. جمعني الله و إياكم و والدينا و المسلمين في الفردوس الأعلى ..