يقول العبقري على مر العصور، ليوناردو دا فينشي الطبيعة هي مصدر كل العلوم؛ وهي تملك منطقها وقوانينها الفريدة الخاصة بها. لذا، لا تطرح نتيجة دون سبب، أو تقدم ابتكارًا إلا بحاجة! Nature is the source of all true knowledge . She has her own logic, her own laws, she has no effect without cause nor invention without necessity ولعدة سنين مضت، ظل مصور الطبيعة نيكي باي Nicky Bay يراقب ذلك العنكبوت المبهر”حرفيًا” ذي الطلة الغريبة، والذي يدعى بـ “عنكبوت المرايا Mirror Spider” أو علميًا بـ “ثوايتيسيا أرجينتيوبانكتاتا Thwaitesia Argentiopunctata”. فلنلتزم باسمه الشائع أرجوك!
هكذا، حرص المصور السنغافوري على تسليط عدسة الكاميرا الماكرو الخاصة بتصوير الأشياء الدقيقة على ذلك المخلوق الصغير الذي تغطي بطنه مجموعة لامعة من الألواح غير المنتظمة التي تعكس الضوء الساقط عليها وتشبه الفسيفساء أو الترتر من زوايا معينة!
موطن هذا العنكبوت الساحر هو أستراليا، ويبلغ طوله حوالي 3 ملم فقط للذكور، و4 ملم للإناث! تذكر أن نيكي بستخدم عدسة ماكرو لتصوير العنكبوت الدقيق بهذا الوضوح والتفصيل.
وبفضل التوثيق المصور الذي يقوم به نيكي منذ فترة طويلة، فقد لوحظ أن شكل ومظهر عنكبوت المرايا يتغير وفقًا للظروف البيئية المحيطة. فالألواح الفضية اللامعة أو “الترتر” على بطن العنكبوت تبدو وكأنما تنكمش عندما تتم استثارة أو تهديد المخلوق الصغير، لتظهر البطن الحقيقية والتقليدية غير اللامعة. لكن في الظروف الطبيعة والمعتادة، فإن الألواح نفسها تمتد وتتسع لتتحول إلى ما يشبه حلة كاملة لامعة وبراقة.