اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 25369 تاريخ التسجيل : 08/03/2010 المزاج : رايق !!
موضوع: فَصَبْرٌ جَمِيلٌ الأحد 16 أكتوبر 2016 - 19:54
إزاء الصدمات الهائلة التي يتعرَّض لها المسلمون هنا وهناك نحتاج كلنا إلى فضيلة الصبر، وأفضل منه أن نتحلَّى "بالصبر الجميل"؛ وقد قال تعالى على لسان يعقوب عليه السلام: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ} [يوسف: 18]، والصبر الجميل له صفات كثيرة جليلة؛ منها أنه لا يصحبه جزع وكثرة شكوى. ومنها أننا نستعين فيه بالله عز وجل على مَنْ أوقعوا بنا الظلم؛ قال تعالى: {وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف: 18]. ومنها أنه يُقَرِّبنا من الله فنُكْثِر من مناجاته في الصلاة والدعاء؛ قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} [البقرة: 153]. ومنها أنه لا يصحبه أبدًا يأس ولا قنوط؛ قال تعالى: {وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ} [يوسف: 87]. ومنها أنه يصحبه عمل للخروج من الأزمة؛ قال تعالى: {يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ} [يوسف: 87]. ومنها أنه لا يصدر من الصابر لفظٌ يُعبِّر عن فساد عقيدة، أو انهيار خُلُق؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تَدْمَعُ الْعَيْنُ وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ، وَلَا نَقُولُ إِلَّا مَا يُرْضِي رَبَّنَا». ومنها أنه يكون مباشرة عند المصيبة لا بعدها بأيام أو شهور؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى». ومنها أن الصابر لا يستعجل اللهَ في رفع كربه؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ، يَقُولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي". ومنها التصبر بسرعة التعويض الرباني للصابرين في الآخرة؛ قال تعالى: {فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا * إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا} [المعارج: 5-7]. إن الصبر في حدِّ ذاته عبادة عظيمة، ولو أدرك الصابرون ما أعدَّه الله لهم لتمنَّوا أن تطول مصيبتهم! قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10].