أقبل على الله

سر الصلاة وروحها ولبها .. هو أقبال العبد على الله بكليته فيها .. فكما أنه لا ينبغي
ان يصرف وجهه عن القبلة إلى غيرها فيها .. فكذلك لا ينبغي له ان يصرف قلبه عن
ربه إلى غيره فيها .. بل يجعل الكعبة التي هي بيت الله .. قبلة وجهه وبدنه ..
وعلى حسب أقبال العبد على الله في صلاته يكون أقبال الله عليه .. وأذا أعرض أعرض الله عنه ...
الأقبال على الله في الصلاة على ثلاثة منازل :
الأول / أقبال العبد على قلبه فيحفظه ويصلحه من أمراض الشهوات والوساوس والخطرات المبطلة
لثواب صلاته والمنقصة لها .
الثاني / أقبال على الله بمراقبته فيها حتى يعبده كأنه يراه .
الثالث / أقباله على معاني كلام الله وتفاصيله وعبودية الصلاة ليعطيها حقها من الخشوع والطمأنينه وغير ذلك .
فبستكمال هذه المنازل الثلاث .. يكون قد أقام الصلاة حقا .. ويكون أقبال الله على المصلي بحسب ذلك ...
أبن القيم الجوزية رحمه الله .