الجنس : عدد المساهمات : 29670 تاريخ التسجيل : 23/05/2014 الموقع : ام درمان - السودان العمل/الترفيه : على باب الله المزاج : رايق
موضوع: اول واخر اية نزلت فى القرآن الأحد 25 سبتمبر 2016 - 20:19
ان البحث كان بين الرواية والنقل الصحيح عن الصحابة، وكان الاصح بمقدار الجمع بين الروايات أو الترجيح بينها. والرأي الصحيح الذي عليه المحققون من العلماء: أن أول ما نزل من قرآن على الإطلاق على النبي صلى الله عليه وسلم كان النبى الكريم يحب الخروج إلى الصحراء ـ فكان يأتي غار حراء فيتحنث أي: فيتعبد فيه الليالي ذوات العدد ويتزود لذلك ثم يرجع لخديجة رضي الله عنها فيتزود لمثلها حتى والكلام على لسان رسول الله صل الله عليه وسلم جاءه الوحى وهو في غار حراء. فجاءه الملك فيه فقال: له اقرأ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: ما أنا بقارئ فغطني الثانية حتى بلغ من الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ فقلت: ما أنا بقارئ. فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد. ثم أرسلني فقال: "اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم. علم الإنسان ما لم يعلم". فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم "ترجف بوادره .." إلى آخر الحديث. فهذا الحديث الصحيح، يدل دلالة واضحة، على أن أول ما نزل من قرآن على الإطلاق على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ هو صدر سورة اقرأ .. وقد ذكر الإمام السيوطي في كتابه "الإتقان" بعض الأحاديث التي تؤيد ذلك، ومنها ما أخرجه الطبراني عن أبي رجاء العطاردي قال: كان أبو موسى الأشعري رضي الله عنه يقرئنا، فيجلسنا حلقا وعليه ثوبان أبيضان، فإذا تلا هذه السورة "اقرأ باسم ربك الذي خلق" قال: هذه أول سورة نزلت على محمد صلى الله عليه من العلماء من يرى أن أول ما نزل من قرآن على الإطلاق هو سورة "المدثر". وحمل المحققون من العلماء هذا القول على أنه أول ما نزل بعد فترة الوحي، أو أول ما نزل كسورة كاملة، وبذلك لا يكون هناك تعارض بين القولين.
أما آخر ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم من القرأن قوله تعالى: [{وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } (سورة البقرة: الآية 281 فقد أخرج النسائي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: آخر ما نزل من القرآن كله، قوله تعالى: "واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله . . وعاش النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزولها تسع ليال. وهذا الرأي هو أقرب الأقوال إلى الصواب، لأن الآية الكريمة تحمل في طياتها الإشارة إلى ختام الوحي والدين بسبب ما تحث عليه من الاستعداد ليوم القيامة، وما تنوه به من الرجوع إلى الله تعالى، ولأن ابن عباس رضي لله عنهما قد ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عاش بعد نزولها عليه تسع ليالي فقط.وقد يقال: أن بعض الناس يظن أن آخر ما نزل من قرآن على الإطلاق، هو قوله تعالى: [{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ..} (سورة المائدة: الآية 3)] والجواب أن هذه الآية الكريمة قد نزل على النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع من السنة العاشرة بعد الهجرة. أي: قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بأكثر من شهري، أما آية: "واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله .." فكان نزولها قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم