اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 138917 تاريخ التسجيل : 11/12/2010 الموقع : مصر أم الدنيا - اسكندرية المزاج : الحمد لله معتـــــــدل
موضوع: مارين عملية جميلة في تدبر القرآن الكريم الثلاثاء 30 أغسطس 2016 - 8:52
اقرأ .. واقترب ها هو شهرنا الكريم أشرق علينا بوجهه الصبوح منذ غروب يوم أمس، وحمدنا الله (عز وجل) على أن منحنا سنة أُخرى بلغتنا رمضان الحبيب. فهنيئاً لنا ولكم هذه النعمة، تقبل الله منا ومنكم ما فيها من عمل وقربى وخشوع ودموع. هذا الشهر شهر تلاوة القرآن العظيم، وما من شك في أن التلاوة لها حقيقة تنتهي عندها ألا وهي فهم معاني المتلو والتأثر به ثم الحركة به في الناس: (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأنعام:122). وبهذا تكون التلاوة تلاوة حقاً؛ لأن مهنى تلا: اتبع. والقرآن متلو والقاري تالٍ أي تابع. لنأخذ سورة من قصار الصور (العلق) ونتدبرها معاً. للتدبر طرق عديدة.. مثلاً: 1. انظر إلى أول السورة وآخرها وقارن بينهما: (اقرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) - (وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ). تفكر جيداً.. ماذا ترى؟ أولها قراءة وآخرها سجود واقتراب. ماذا يعني هذا لك؟ أما أنا فأفهمها هكذا: القراءة الربانية هي القراءة التي لا تنتهي عند العلم دون أن تصل بصاحبها الغاية من القراءة وهي الفهم فالخشوع فالسجود فالاقتراب. 2. ارجع البصر كرة أُخرى.. ألا يذكرك قوله سبحانه: (وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ) بحديث النبي (صلى الله عليه وسلم) الذي رواه مسلم وغيره عن أبي هريرة (رضي الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: (أقرب ما يكون العبد من ربه (عز وجل) وهو ساجد فأكثروا الدعاء)؟ انظر كيف يقرن بين السجود والقربى! وتأمل كيف تكون - وأنت في أدنى نقطة من الوجود جسداً - في أعلى نقطة من الوجود روحاً! هل أدركت عند هذه المرحلة مناسبة التسبيح في السجود باسمه (الأعلى)؟ وكيف يفيض هذا الاسم الكريم على الأدنى فيرفعه إلى درجة ليس بعدها درجة.. درجةٍ تتحطم فيها الحواجز والأبعاد وتتلاشى فيها الماديات والأجساد فلا يبقى سوى رب قريب وعبد يسجد ويقترب. والآن تلمس قلبك.. أسألك بالله بم تشعر؟ وإلى لقاء في حلقة قادمة إن شاء الله. لكن بعد أن نفتح المصحف الشريف ونتدبر معاً سورة (العلق) أول سورة علقت بأشرف قلب في الوجود.