في هذه الحياة تمر بنا الكثير من القصص..والحكايات في كل يوم قصة وفي كل يوم حكاية البطل.. فيها ظالم والطرف الآخر فيها مظلوم .. وتسمع من أنواع الظلم والتعدي والبغي ما يجعلك تظن أن هؤلاء الظلمة ليسوا بشرا ..بل ربما لا يملكون قلوبا كباقي البشر.. ولكن نحن لا نشاهد في هذه الدنيا سوى نصف الحقيقة .. والبعض يكرمه الله ويرى الحقيقة والحكاية كاملة بكامل فصولها.. فيعلم حينها علم اليقين بعدالة الخالق وأنه القادر على إنصاف ذلك المظلوم وتأييده بالنصر ويقر عينه ويشفي صدره ويعلي قدره .. كيف لا والله يقول في محكم كتابه واصفا حال المظلومين وأخذه للظالمين ففي قصة نوح حين توجه إلى الله بالدعاء بعدما حاول مع قومه ولكنهم لم يستجيبوا له بل بادلوه بالسخريه والاستهزاء.. فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (10) فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12) وَحَمَلْنَاهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13) وقوله تعالى ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا ۖ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47) وقوله تبارك وتعالى ( ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا ۚ كَذَٰلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ (103) فهذه بشارة من رب العالمين جعلها ناموسا كونيا يتكرر على مدى الأزمان وقص علينا القصص من أحوال الطغاة الظالمين وكيف انتقم الله منهم وأقر أعين المظلومين… فأين فرعون ؟؟ وأين قارون..؟؟
لكل من طاله الظلم ألا يكفيه أن دعوته مستجابه.. وترفع فوق الغمام ويقول لها الرب عز وجل لأنصرنك ولو بعد حين .. أما الظالمون فعقوبتهم معجلة في الدنيا قبل الآخرة
فلتهنأ أيها المظلوم بمعية رب السموات والأرض .. وان تأخر عليك النصر فلا تستعجل ولكن كن على ثقة بأن الله معك فأكثر ذكره في كل حين…واطلب وده واستعن به في قضاء حوائجك فهو القادر على كل شيء ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء .. ولكنه يحب من عبده أن يتضرع إليه بالدعاء .. وأن يستنجد به في الشدة وفي كل حين فكن بما عند الله أوثق مما في يديك …وأحسن التوكل عليه ولا تنس الأخذ بالاسباب ..اعمل بها وكأنها كل شيء ثم توكل على الله وكأنها ليست بشيء..