اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 138917 تاريخ التسجيل : 11/12/2010 الموقع : مصر أم الدنيا - اسكندرية المزاج : الحمد لله معتـــــــدل
موضوع: الذنــــوب الخفيـــــة الأربعاء 10 أغسطس 2016 - 2:55
إن من أخطر الذنوب على العبد الذنوب الخفية التي تتعلق بالقلب وذلك لخفائها عن النفس وخفائها عن الناس ، ولأن العبد لا يشعر بها غالبا ولا يحدث نفسه بالتخلص منها خلافا للذنوب الظاهرة التي يشعر المذنب بها ويلوم نفسه على فعلها. ومما يبين خطر هذه الذنوب أن إهمال العبد لها والتساهل فيها يؤدي إلى انتكاسة العبد عن الطاعة فهي كامنة في القلب تغلي فيه فإذا نزل بالعبد نازلة أو ضاقت به الحال ظهرت على جوارحه وأفسدت دينه ، وكذلك إذا نزل الموت بالعبد وكان أضعف ما يكون والشيطان حريص على أن يظفر به غلبت عليه هذه الذنوب وأحاطت به فأهلكته. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة). متفق عليه. ولو فتش أحدنا قلبه لوجد أنه مبتلى بشيء من ذلك ولا يكاد يسلم أحد إلا من سلمه الله ووفقه للهداية الخاصة. فالواجب على العبد أن يحرص أشد الحرص على إصلاح باطنه وتزكية نفسه وأن يبذل وسعه في تطهير قلبه من الآثام ومداواته وتعاهده بالأدوية الشرعية النافعة قال تعالى (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ). فلا ينفع العبد يوم القيامة إلا القلب السليم من الشبهات والشهوات. (( والذنوب الخفية كثيرة من أبرزها وأشدها خطرا ما يلي )): 1- الرياء: وذلك أن العبد يريد بعمل الآخرة ويقصد به الرياء والسمعة أو عرضا من الدنيا فمن رائى حبط عمله وحرم الثواب. وقد ورد ذم شديد ووعيد للمرائي. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سمع سمع الله به ومن راءى راءى الله به) متفق عليه. والرياء أخفى الذنوب وهو من الشرك الأصغر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، فلما سئل عنه؟ قَالَ: الرياء) رواه أحمد. والمؤمن الحق هو الذي يخلص في عمله ويقصد بطاعته وجه الله والدار الآخرة ولا يلتفت قلبه إلى غير الله. قال تعالى: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا).2 2- الكبر: وهو ذنب عظيم يوجب دخول النار. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر قال رجل إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة قال إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس). رواه مسلم. والكبر أن يتعاظم المرء نفسه فيحمله على أن يختال في مشيته ويزدري الخلق ويتنقصهم ويرد الحق إذا جاء ممن دونه أو خالف هواه. والكبر هو الذي حمل الشيطان على عصيان ربه والامتناع عن السجود له وحمل صناديد قريش على رد دعوة النبي صلى الله عليه وسلم. والكبر من خصائص الله تعالى لا يليق إلا به فمن نازعه فيه أهلكه وكبه في النار. عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( قال الله عز وجل : الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار). رواه مسلم.