((كُلُّ نَفۡسٍ ذَآئِقَةُ الۡمَوۡتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوۡنَ أُجُورَكُمۡ يَوۡمَ الۡقِيَامَةِ فَمَن زُحۡزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدۡخِلَ الۡجَنَّةَ فَقَدۡ فَازَ وَما الۡحَيَاةُ الدُّنۡيَا إِلاَّ مَتَاعُ الۡغُرُورِ)) صدق الله العظيم سورة آل عمران رقم الآية 185 التفسير (كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ) أي كلّ نفس تشعر بالموت وتذوق آلامه ، ولكنّ النفس لا تموت لأنّها أثيرية ، والإنسان الحقيقي هو النفس أي الروح لا الجسم ، وقد شرحت هذا الموضوع بالتفصيل في كتابي "الإنسان بعد الموت" وفي كتاب "ساعة قضيتها مع الأرواح" ، وقوله (وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ) أي تُعطَون جزاء أعمالكم وافياً (يَوْمَ الْقِيَامَةِ) إن خيراً فثواب وإن شرّاً فعقاب (فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ) فوزاً عظيماً . تحشر النفوس يوم القيامة في الفضاء حول الشمس فتأتي الملائكة وتسحب النفوس الصالحة من جاذبية الشمس وتأخذها إلى الجنّة ، أمّا النفوس الشريرة الكافرة فتبقى في مكانها معذّبة تحت جاذبية الشمس . فهذا معنى قوله تعالى (فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ) يعني فمن زحزحته الملائكة عن الشمس وعن جاذبيّتها وأخذته إلى الجنّة فقد فاز ، وأمّا من بقي فيها مقيّداً بجاذبيّتها فقد هلك (وَما) متاع (الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ) ، ومعناه وما لذّات الدنيا وشهواتها وزينتها إلاّ أسباب الغرور فهي تغرّكم كما يغرّ الصيّاد بحبّاته فإذا نزل الطير ليأكله وقع في فخّ الصيّاد فكونوا على حذر ولا تقعوا في فخّها .